رغم انتصاره على شباب باتنة، فقد خيب رائد البطولة فريق مولودية الجزائر ظن أنصاره الذين خرجوا من ملعب الرويبة مستائين من المردود الذي قدمه زملاء زماموش، حتى أن الكثير منهم ذهب إلى حد القول أن العميد كان في هذه المواجهة خارج الإطار و لو خسر اللقاء لكان ذلك منطقيا. وبالفعل، افتقد لاعبو المولودية إلى كثير من الرزانة والهدوء، وغلب على أدائهم فوق الميدان التباطؤ في تحريك الهجومات التي سادها سوء التنسيق، لا سيما بين عناصر الخط الأمامي التي لم فلح في اجتياز دفاع باتنة خلال الشوط الأول سوى مرة واحدة، لما وجد عطفان نفسه وجها لوجه مع الحارس عواطي ورمى الكرة فوق العارضة الأفقية. واستمر رائد البطولة في تقديم أداء هزيل جدا أمام منافس تفوق عليه في الجانبين البدني والتكتيكي وتقدم في النتيجة قبل نهاية الشوط الثاني. ولحسن حظ الرائد أن التعديلات التي قام بها المدرب براتشي أنقذته من تعثر كان وشيك الوقوع، حيث كان لدخول اللاعبين البديلين مقداد وعمرون دور أساسي في إخراج فريقهما من مأزق حقيقي، من خلال مساهمتهما المباشرة في صنع هدفي التعادل والانتصار بعد أن كان شباب باتنة سائرا نحو الرجوع إلى الديار بالنقاط الثلاث، لو تمكن لاعباه بورحلي وبوخلوف من استغلال الفرص الذهبية التي ضيعاها أمام الحارس زماموش الذي كان بارعا. ولم يعط المدرب فرانسوا براتشي تفسيرات مقنعة للوجه الشاحب الذي ظهرت به تشكيلته التي كانت بعيدة عن ما أظهرته في "داربي" الكأس أمام اتحاد الجزائر، حيث قال التقني الفرنسي في صريح ل" المساء" :" لقد ارتكبنا أخطاء كثيرة، لا سيما في الشوط الأول وهو ما سمح للمنافس بمراقبة اللعب والظهور أحسن منا في الجانب التكتيكي.. لقد وقعت كل هذه الصعوبات لأن شباب باتنة جاء إلى الرويبة وهو عازم على سجيل نتيجة إيجابية". واعترف براتشي أن المناصرين كان لهم الفضل الكبير في تمكن فريقه من العودة في النتيجة وتسجيل الهدف الثاني بفضل تشجيعاتهم التي أعطت قوة إضافية للفريق الذي أنهى المباراة بشق الأنفس. وهناك من بين أنصار المولودية من بدأ يخشى تراجع مردود الفريق في المنعرج الأخير من البطولة، بالنظر إلى الصعوبات الكثيرة التي واجهها اللاعبون في الجانب البدني، بل أن البعض كان ظلا لنفسه، على غرار المدافع الأيسر بابوش الذي كان يشكو من تعب كبير وذهب إلى حد مطالبة براتشي بإعفائه من مباراة أول أمس، حيث وجد هذا العنصر صعوبة كبيرة في مراقبة رواقه الذي كان الممر السهل لشباب باتنة طيلة اللقاء. ويأمل الآنصار في أن يدخل المدرب براتشي التغييرات اللازمة على التشكيلة الأساسية، من خلال إعطاء فرصة اللعب للعناصر التي لازمت كرسي الاحتياط لفترة طويلة، وبذلك سيمكن الفريق من مقاومة الضغط الذي سيشتد عليه في المباريات الأخيرة من البطولة، حيث سيكون في حاجة إلى كثير من القوة للحفاظ على كرسي الريادة.