انطلقت مؤخرا على مستوى مدينة القل (غرب ولاية سكيكدة) عملية إعادة تهيئة مسجد سيدي علي الكبير الذي يعدّ تحفة فنية مصنفة، والتي ستستمر حوالي 20 شهرا وأسندت دراستها لمعماري متخصص في تهيئة المعالم التاريخية وكلّفت الخزانة العمومية ما قيمته 5,2 مليار سنتيم ستوجه كمرحلة أولى وهي استعجالية لترميم وإعادة تهيئة كل المسجد الذي يعود إلى الحقبة العثمانية الأولى بما في ذلك أجزاؤه المختلفة كالمنارة والجدران وكذا قنوات الصرف، ثم تليها عملية توسيع المسجد... حيث سيتم تهديم دورة المياه التي تمّ إنجازها خلال الفترة الأخيرة من أجل إعادة إنجاز حديقة تضم نافورة مستمدة من المعمار العثماني الأصيل وسلالم عثمانية كما كانت عليه من قبل.. وللتذكير، فإن مسجد سيدي علي الكبير أو جامع الكبير كما يحلو للقليين تسميته، قد بني -حسب المصادر التاريخية- أثناء التواجد العثماني بالمنطقة بين القرنين 15 و16 الميلاديين، وبالضبط سنة 1756 لتتم إعادة بنائه من جديد من قبل أحمد باي القلي أحد جنود الجيش الانكشاري، ثم من طرف أغا محمية القل وبعدها باي قسنطينة، مع الإشارة إلى أن أحمد باي القلي يعدّ جد آخر بايات قسنطينة الحاج أحمد باي، وذلك خلال فترة 1826 إلى .1837وعن فكرة بناء هذا المسجد الذي يتواجد عند مدخل المدينة بالقرب من الميناء ويتوسط جبلين، أشارت نفس المصادر إلى أن أحمد باي القلي عندما وطأت أقدامه منطقة القل أقسم يمينا مغلظة بأن يبني بها مسجدا فكان له ما أراد. أما عن هندسته، فإنه وبالرغم منه أن المسجد قد أنجز خلال الفترة الأولى من الحكم العثماني بالجزائر، إلاّ أنه يحمل إيحاءات رومانية خالصة متميزة، كما أن جزءا منه بني ببعض الآثار الرومانية كالأعمدة البيضاء الداخلية المصفوفة مثل لعبة ''الدامة'' بشكل متناسق في خطوط مستقيمة ومتوازنة تزيّنها تيجان رومانية. أما الأبواب والنوافذ، فإنها قد اصطبغت بالمسحة العربية الإسلامية وقد زادتها الألوان المختلفة لزجاج النوافذ بهاء زاد في هيبة المكان. أما منارتها القصيرة، فإنها تبقى فريدة من نوعها بالمنطقة شامخة وصامدة.