دعا التجمع الوطني الديمقراطي أول أمس، إلى تمكين الطالب الجزائري من جميع الإمكانيات التي تخلق له كل الظروف الضرورية للتحصيل العلمي، وأوضح ان الطالب بقدر ما هو بحاجة الى التشجيع فهو ايضا يستحق العناية كي يساهم في تحقيق التطور المنشود في البلاد. وقال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد احمد اويحيى في كلمة قرأها نيابة عنه الناطق الرسمي السيد ميلود شرفي في لقاء بمناسبة عيد الطالب نظم بفندق السفير بالعاصمة، ان الجامعة الجزائرية مطالبة اليوم بان تكون في مستوى التاريخ المشرف للطالب الجزائري والاستجابة لكل متطلباته وحاجاته العملية، وذلك بتمكينه من كل ما من شأنه ان يخلق له الظروف المناسبة للتحصيل العلمي. ودعا الى فتح مجالات أوسع للطالب ''ليس للتمدرس فقط وإنما لنشر أفكاره وإبداعاته والتعبير عن مطالبه''، وأضاف أن التجمع الوطني الديمقراطي ''يعبر في كل مناسبة عن اهتمامه بضرورة العناية المستمرة بالجامعة الجزائرية ويعمل على تحويلها إلى قطب مهم في عملية التنمية الوطنية''. ويرى السيد شرفي ان الجزائر وبفضل أسرتها الجامعية استطاعت وفي فترة وجيزة من توسيع البنى التحتية لمؤسسات التعليم العالي من خلال تدعيم الباحثين على مستوى الوطن وتسهيل عودة الباحثين المغتربين. وقدم في هذا السياق حصيلة المجهودات التي بذلتها السلطات العمومية من أجل ترقية التحصيل العلمي وذلك من خلال توفير الإمكانيات المادية والرفع من القدرات الوطنية لاستقبال الطلبة الجامعيين، الذين يرتقب ان يبلغ عددهم مليوني طالب في السنوات القادمة. وأكد أن عدد الجامعات انتقل من ثلاث بعد الاستقلال الى 63 جامعة حاليا، اضافة الى توفير التأطير العملي الضروري من خلال الرفع من عدد المؤطرين من 17780 سنة 2000 إلى 25229 أستاذا ومؤطرا في ,2005 ووصل الرقم حاليا إلى أكثر من 32 ألف أستاذ وهو مرشح للارتفاع في السنوات القادمة. ومن جهة أخرى، اعتبر السيد شرفي الاستفادة من قوة الشباب وأفكارهم عملية مهمة في الظرف الحالي الذي تعيشه البلاد، كون ذلك كفيل بتخليصهم من الشعور بالإقصاء والإحساس بالتهميش، وهو ما سيساعدهم على إثبات مكانتهم وسط الشعب الجزائري. وأمام جمع غفير من طلبة العاصمة ومناضلي الحزب وقيادات في المكتب الوطني استعرض السيد شرفي الدور الهام الذي لعبه الطلبة الجزائريون من خلال الدعم المعنوي للثورة وتقديم كل المساعدات للثوار، وأشار إلى أن الطبقة المثقفة أثبتت في 19 ماي أنها معنية بالثورة والمقاومة مثلها في ذلك مثل كل أفراد الشعب الجزائري، حيث غادر جميع الطلبة مقاعد الجامعات والثانويات والتحقوا بصفوف الثورة وهو الأمر الذي كان ''بمثابة صفعة قوية للمستدمر الذي ظن أنه يحضر جيلا مفرنسا''. وأكد أن يوم 19 ماي أصبح ذكرى يتذكر من خلالها الشعب الجزائري تحديات الشباب الذين لقنوا الاستعمار الفرنسي درسا في التضحية والجهاد من أجل الاستقلال وأن الطالب الجزائري يبقى رمزا للحرية والتحرر لإكمال مسيرة البناء والتشييد. وفي الشق التاريخي ألقى رئيس جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة الاستاذ عبد الله بوخلخال محاضرة استعرض فيها السياق التاريخي لإضراب 19 ماي ودور الطلبة الجزائريين في تحرير البلاد، وأشار الى ان انخراط الطلبة في الثورة لم يكن اعتباطيا بل كان قناعة منهم بان الشهادة الجامعية أو ''الدبلوم'' لا يجب ان يكون على حساب ''شهادة الحرية''. ونبه الطلبة والشباب الجزائري الى ضرورة الاحتراز من الفكر الاستعماري الذي تحمله عدة تيارات فرنسية وقال ''ان الاستعمار لا يزال موجودا والدليل على ذلك التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الذي توقع تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين بعد رحيل جيل الثورة''. اما المجاهد عبد الوهاب اليمين فقد قدم شهادته على انخراط الطلبة في الثورة باعتباره كان أحد مهندسي إضراب 19 ماي بمدينة قسنطينة. واستغل التجمع الوطني الديمقراطي مناسبة انعقاد تلك الندوة لتكريم بعض الوجوه التاريخية.