لجأت الدول العربية مجددا إلى مجلس الأمن الدولي لمطالبته بالتحرك من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضده والتي لم يسلم منها حتى الأجانب الذين حاولوا أمس كسر الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال إيصال مساعدات إنسانية إلى هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية فكانت النيران الإسرائيلية في استقبالهم. وبينما أدانت الجامعة العربية ''بشدة'' مجزرة أسطول الحرية دعت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث هذه المجزرة وهو الطلب الذي دعمه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي ترأست بلاده الشهر الماضي مجلس الأمن. وسارع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الاتصال بالإدارة الأمريكية وبالأمين العام الاممي من اجل بحث الاعتداء الإسرائيلي ومطالبة هذين الجانبين بالتحرك لإنهاء مثل هذه الاعتداءات التي اعتادت حكومة الاحتلال على اقترافها ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والشرعية الدولية. ودعا سعد الحريري والرئيس السوري بشار الأسد في بيان مشترك صدر أمس في دمشق اثر لقاء بينهما، الأممالمتحدة إلى ''اتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد للجرائم الإسرائيلية التي تهدد منطقة الشرق الأوسط وتنذر باندلاع حرب لا يتوقف صداها عند دول المنطقة فقط''. مقابل ذلك اكتفت مصر والأردن الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل باستدعاء السفيرين الإسرائيليين في القاهرة وعمان للاحتجاج على هذا العدوان في سياق العرف الدولي عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأوضاع الخاصة. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي وصف الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية بجريمة ضد الإنسانية عن عقد اجتماع طارئ اليوم من اجل الخروج بموقف عربي موحد. واستنكرت معظم الدول العربية بشدة الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية بحيث في الوقت الذي استنكر فيه الرئيس المصري الاستخدام المفرط وغير المقبول للقوة من قبل إسرائيل دعا أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثان إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وطالبت دولة الإمارات العربية بتشكيل لجنة تحقيق دولية في حين أدانت الكويت التي يوجد 16 من رعاياها على متن أسطول الحرية إضافة إلى سلطنة عمان والبحرين والمغرب وموريتانيا المجزرة بشدة. من جانبها دعت حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' العرب والمسلمين على حد السواء إلى التظاهر أمام السفارات الإسرائيلية في مختلف الدول وتنظيم مظاهرات احتجاجية بالأراضي الفلسطينية المحتلة. كما ناشدت الدول العربية ودول منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث هذه القضية داعية إلى إضراب شامل في قطاع غزة والضفة الغربية اليوم احتجاجا على ''الأعمال الإسرائيلية الوحشية''. وأجرى إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة اتصالات هاتفية مع عدد من الزعماء والقادة العرب والمسلمين تمحورت حول تداعيات الاعتداء. كما أجرى اتصالين مع الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إحسان كمال اللذين اوغلو واللذين حثهما على العمل من اجل إنهاء الحصار الإسرائيلي. ومن الموقف الرسمي العربي إلى الإسلامي حيث أدان الرئيس الإيراني محمود احمد نجاد بشدة الاعتداء الذي وصفه بالعمل غير إنساني للنظام الصهيوني وقال ان مثل هذا الاعتداء لا يعتبر مؤشر قوة وإنما مؤشر ضعف في هذا النظام. ونفس الموقف عبرت عنه باكستان التي قالت ان ما قامت به إسرائيل مخالف للقانون الدولي وأعربت عن قلقها الشديد إزاء مصير المشاركين في أسطول الحرية وخاصة صحفييها حيث حملت إسرائيل مسؤولية ما يحدث لهم. وخرج آلاف الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع في مظاهرات غاضبة رافعين العلم التركي وصورا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردوغان الذي رعت بلاده أسطول الحرية إضافة لصور الشيخ رضا صالح احد القادة الإسلاميين من عرب إسرائيل والذي يكون قد أصيب في هذا الاعتداء البشع. وشهدت عدد من العواصم العربية مظاهرات تنديد وغضب حيث خرج ما لا يقل عن 2000 شخص في العاصمة الأردنية إلى الشوارع رافعين الأعلام الأردنية والفلسطينية ومرددين شعارات ''الموت لإسرائيل'' وطالبوا بغلق السفارة الإسرائيلية. كما تظاهر الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين في شوارع العاصمة بيروت ومختلف مخيمات اللجوء في لبنان وطالبوا بتزويدهم بالسلاح وإرسالهم الى غزة لمحاربة الاحتلال.