ارتأى العديد من الجزائريين تأجيل عطلهم بالخارج بسبب مشاركة الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا، مما أدخل معظم وكالات السفر والسياحة في ''عطلة إجبارية مؤقتة'' طيلة شهر جوان والعشر الأوائل من شهر جويلية، وجمد نشاط جميع الوكالات الخاصة المضطرة إلى التوقف من جديد خلال شهر أوت الذي يتزامن وشهر الصيام وبهذا يكون المونديال وشهر رمضان قد أخلطا أوراق وأجندات وكالات السفر. يبدو أن موسم السياحة لصيف 2010 لن يكون بنفس الإيجابية الذي شهدته المواسم السابقة ولا بنفس المردود المالي على وكالات السفر، وذلك بعد أن اجتمعت و''تحاملت'' العديد من العوامل والظروف على أصحاب هذه المهنة الذين وجدوا أنفسهم هذا العام محاصرين بين فعاليات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا التي حرموا من المشاركة في تنظيمها ونقل المناصرين إليها، وبين شهر رمضان الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهرين فقط، وبذلك يكون الشهر الفضيل وفعاليات كاس العالم - حسب أصحاب الوكالات - قد ''تحاملا'' عليهم ليوقعوهم في بطالة ويحرموهم من العديد من المكاسب. ويظهر أنه لا شيء يعلو فوق كرة الكرة التي أصبحت حديث العام والخاص في الشارع الجزائري، الذي أجّل جميع مواعيده وأعاد ترتيب كل مخططاته فقط ليكون حاضراً ومستعداً لمناصرة أشبال سعدان حتى وان كان ذلك من وراء شاشات التلفزيون، فلا عطلة خاصة، ولا سفر ولا أعراس إلى ان يتقرر مصير ''الخضر'' في فعاليات كأس العالم لكرة القدم المنتظر انطلاقها خلال أيام قليلة ببلاد نيلسون مانديلا. موسم سياحي سلبي على الوكالات الخاصة وحسب العديد من وكالات السياحة والسفر التي حاورنا مسيريها، فإن جل الجزائريين خططوا لعدم مغادرة البلاد خلال فعاليات كأس العالم بجنوب إفريقيا التي سيشارك فيها الفريق الوطني الجزائري بعد غياب دام أزيد من 24 سنة، وهو ما أعطى لهذه الدورة طعماً خاصاً لدى أنصار ''الخضر'' الذين يتوقون إلى عيش كل لحظة من هذه البطولة العالمية التي دخلها منتخبنا الوطني عن جدارة واستحقاق بعد مخاض عسير شهدت فيه أم درمان ميلاد الانتصار والتأهل على حساب ''الفراعنة''. ولن يفوت الجزائريون فرحة كل مباراة بالفرجة والتهليل خارج ارض الوطن، على الرغم من أن معظم تلفزيونات العالم تقريبا ستبث المباريات، غير ان نكهة مشاهدتها بين الأهل وفي ارض الوطن لها طعم خاص، حتى السياحة الجوارية التي لا تكون إلا داخل الوطن قد ألغيت من قاموس الجزائريين لشهر كامل حسب مدير وكالة ''أميرة'' للسياحة بباب الزوار، الذي أكد لنا ان هذا الموسم سيكون كارثيا على الوكالات سواء تلك التي تركز نشاطها السياحي داخل الوطن أو تلك التي تروج للسياحة خارجه. مضيفاً انه لا يحلو للجزائري مشاهدة فريقه إلا وهو في بيته وقبالة تلفازه الخاص به، وهي عادة يواظب عليها المناصرون خلال كل مبارة لما لتلك الجلسة من طقوس وطعم خاص، حيث انه وحتى إذا انتقل إلى ولاية مجاورة فإن المناصر يفقد قليلا من حماسه وتشجيعاته.وحسب القراءات الأولية، فإن السياحة الجوارية من جانبها لن تسلم من تداعيات فعاليات كأس العالم حيث ستعرف هي الأخرى تراجعا ونقصا في الإقبال خلال شهري جوان وأوت، باستثناء شهر جويلية الذي من المنتظر ان يعرف انتعاشا طفيفا وعودة محتشمة للسياحة خلاله، لكن لوقت وجيز، خاصة إذا علمنا ان اختتام المهرجان الكروي العالمي لن يكون قبل 11جويلية القادم. وبين كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا التي ستستمر فعالياتها على مدار شهر كامل ابتداء من 11 جوان الجاري وبين شهر رمضان المرتقب حلوله علينا في ال 2 أو3 أوت القادم، لم يتبق لوكالات السفر حسب الاستطلاع الذي أجرته ''المساء''سوى ما يقارب العشرين يوما من شهر جويلية لتلبية حاجيات زبائنها الراغبين في قضاء عطلهم خارج الوطن قبل العودة من جديد قبل نهاية الشهر نفسه، وهي فترة لا تتسع إلا لتنظيم رحلتين أو ثلاث رحلات على أقصى تقدير نحو الخارج علماً ان الوجهات السياحية لهذا العام تتأرجح بين تونس وخصوصا تركيا التي يزداد عليها الطلب سنة تلو الأخرى. الفرصة مواتية للوكالات العمومية لتأكيد خبرتها وإذا كانت وكالات السفر الخاصة لم تقحم في عملية نقل أنصار ومشجعي الفريق الوطني نحو جنوب إفريقيا، وبالتالي فقدانها لنصيب هام من النشاط، فإن الوكالات العمومية كان لها شرف تنظيم ونقل الأنصار، وهو ما سيكسبها خبرة هامة على الرغم من أن عدد الأنصار المتوقع نقلهم قليل، بحيث لا يتعدى تعدادهم ال 2000 مشجع، وهو رقم مرشح للارتفاع، خاصة بعد ان عمدت اللجنة المشتركة المنظمة لنقل أنصار ''الخضر'' إلى جنوب إفريقيا إلى تمديد المهلة المحددة لحجز التذاكر حتى 30 ماي الجاري بعدما كان مقرراً الانتهاء من العملية في 30 أفريل الماضي، قصد السماح لأكبر عدد ممكن من المشجعين بتسجيل أنفسهم وتمكينهم من السفر. ويذكر مصدر من الديوان الجزائري للسياحة، إحدى الشركتين العموميتين المكلفتين بتنظيم نقل المشجعين، أن برنامج نقل 2000 مشجع على متن 8 رحلات لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، سينطلق يوم الثامن جوان الجاري ويختتم في 11 من نفس الشهر أي يوم حفل الافتتاح وب 48 ساعة قبل مباراة الجزائر الأولى بالبطولة ضد سلوفينيا بمدينة بولوكوان، على أن تكون العودة إلى الجزائر يومي 24 و25 جوان. وأوضح المصدر أن اللجنة المنظمة اقترحت على المشجعين 4 اقتراحات للسفر تتضمن التأشيرة وتذكرة الطائرة والإيواء وتذاكر الملاعب والنقل ما بين المدن في جنوب إفريقيا، الأول إقامة بفندق نجمتين بسعر يصل إلى 2750 يورو (275 ألف دينار جزائري)، أما الثاني فيتضمن الإقامة بفندق 3 نجوم بسعر 3746 يورو (374600 دينار جزائري)، والثالث بفندق 4 نجوم مقابل 4160 يورو (416 ألف دينار جزائري)، ثم الإقامة بفندق 5 نجوم ب6950 يورو (695 ألف دينار جزائري). وتم تخصيص 70 وكالة سفر عبر كامل التراب الجزائري للتكفل بالمشجعين المقيمين وحتى أولئك الذين يقيمون في أوروبا شريطة تكفلهم بجلب التأشيرة. وانتقل وفد هام من الديوان الوطني للسياحة منذ أيام إلى جنوب إفريقيا لوضع اللمسات الأخيرة لتنقل المشجعين، حيث التقى بعدد من مسؤولي الفنادق، وكذا شركات النقل التي ستضمن تنقل الأنصار بين ملاعب مدن بولوكوان وكيب تاون وبريتوريا التي تستضيف مباريات المنتخب الجزائري ضمن المجموعة الثالثة.