اللغة استعمال، بل أكثر من هذا هي علاقة بينها وبين مستعمليها، وكلما توطدت هذه العلاقة انتعشت اللغة، ولغتنا العربية في حاجة ماسة إلى إعادة الاعتبار والعمل بها باقتناع من مستعمليها، باعتبارها تاريخا وثقافة وهوية وشخصية وطنية قبل كل شيء، ونظرا لأهمية هذا الموضوع أصدر المجلس الأعلى للغة العربية مؤخرا أعمال اليوم الدراسي الذي خصه ل''أهمية العمل الجواري في ترقية استعمال اللغة العربية'' وجاء هذا المنشور تحت هذا العنوان: ''أهمية العمل الجواري في ترقية استعمال اللغة العربية''. تميز هذا المنشور عن المجلس الأعلى للغة العربية ''أهمية العمل الجواري في ترقية استعمال اللغة العربية'' بنشر جميع المحاضرات والتدخلات التي تفضل بتقديمها الأساتذة والمختصون في رصد هذه الظاهرة عمليا، وقد تصدر المنشور الكلمة التي تفضل بها الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في افتتاح هذا اليوم الدراسي، والتي بيّن من خلالها أهمية هذا العمل، مستندا في البداية إلى التوصيات التي أصدرتها ورشة اليوم الدراسي المنعقدة في شهر فبراير من سنة 2006 م، والتي أكدت أهمية التوصل الى آلية دائمة للتعاون والتنسيق مع المجلس لترقية استعمال العربية عن طريق العمل الجواري. وذكر ولد خليفة في كلمته أهمية اللغة باعتبارها ملكية المجتمع كله، إذا احتضنها واعتز بها سادت في عقر دارها وفي مؤسسات الدولة، باعتبار خدمة العربية لسانا وثقافة من خدمة الصالح العام، وأن تصفية اللغة العربية من التلوث اللغوي المتزايد وتشخيص هذا الداء بعلاجها لكي لا تصدق على بلادنا لعنة برج بابل، وتتراجع إلى خطاب بحارة وعمال الميناء الذين يستعملون مفردات مرقعة مأخوذة من كثير من اللغات. تميز منشور المجلس ''للعمل الجواري في ترقية اللغة العربية'' بدراسات وأبحاث وأرصاد لهذه الظاهرة اللغوية من قبل مختصين وعاملين باللغة العربية، وما رصدوه من تشويه وتهجين وتلويث للغة العربية، ومن ضمن المداخلات مداخلة الأستاذ أزراج عمر التي جاءت تحت عنوان المواطنة المعترف بها ركيزة المجتمع المتمدن''. وتناول المحاضر العلاقة المتبادلة بين مفاهيم الدولة، والمجتمع المنظم على أساس العقلانية والمواطنة، كما سجل هذا المنشور محاضرة الدكتور صالح بلعيد من جامعة تيزي وزو الممهورة ب''الجمعيات المدنية ودورها في تعزيز الانتماء اللغوي''، تناول فيها مفهوم المجتمع المدني ودوره في تفعيل اللغة القومية واللغة العربية والمجتمع المدني في الجزائر. أما الأستاذ عبد الرحمان الحاج عزوق فقد تطرق بالبحث والدراسة إلى دور الجمعيات المدنية في ترقية العربية، من جانبه الأستاذ أحمد عزوز من جامعة وهران بحث موضوع ''وظيفة الفصحى وعامياتها في الحياة اليومية''. كما تميز المنشور بطرح موضوع المؤثرات اللغوية الأجنبية في اللغة العربية في الجزائر تكفل بدراسة هذا الموضوع الأستاذ أرزقي شويتام من جامعة الجزائر. الأستاذ محمد أرزقي فراد تناول دور المجتمع المدني الزواوي في الحفاظ على اللغة العربية كما تم تسجيل المناقشة التي دارت في هذا اليوم وأعطت ثراء كبيرا للموضوع. الكتاب المنشور عن المجلس الأعلى للغة العربية يتوزع على 163 صفحة بما فيها الملاحق، وهو من القطع العادي.