أكد وزيرالعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد طيب لوح بعد ظهر أمس بشرم الشيخ (مصر) أن العمل العربي يجب أن يخرج من "نمط تسيير الأزمات الاستعجالية إلى تسيير مراحل استرتيجيات اقتصادية واجتماعية"· وذكر السيد لوح في كلمة ألقاها أمام المشاركين في اشغال المؤتمر ال 35 لمنظمة العمل العربي سياسة الجزائر من أجل ترقية التشغيل ومحاربة البطالة التي "كانت ولا زالت خلال السنوات الأخيرة محل اهتمام خاص من طرف السلطات العمومية"· وقال أن هذا الاهتمام "تأكد بقوة في برنامج دعم النمو الاقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والذي يهدف فيما يهدف إليه الى خلق مليوني منصب عمل وتخفيض نسبة البطالة الى أقل من10 بالمائة خلال الخماسي 2005 - 2009 والذي رصد له غلاف مالي قدره 150 مليار دولار· وأضاف السيد لوح أن الجزائر اجتهدت منذ بداية تطبيق الإصلاحات الاقتصادية الممهدة للمرور الى اقتصاد السوق في وضع ترتيبات عديدة ومتنوعة للحد من ظاهرة البطالة وترقية التشغيل لاسيمت تشغيل الشباب الداخلين الجدد الى سوق العمل· وقال في هذا الإطار أنه تم اعتماد مقاربتين الأولى اجتماعية ترمي إلى مرافقة مخطط الاصلاحات والتعديل الهيكلي بوضع برامج لترقية التشغيل الانتظاري لفائدة الشباب على وجه الخصوص والغرض الأول من هذه البرامج هو تحسين قابلية التوظيف المستدام لدى هذه الفئات باكتسابهم خبرة مهنية تزيد من حظوظهم في سعيهم لولوج سوق العمل بصورة دائمة· أما المقاربة الثانية فهي مقاربة كما قال "اقتصادية أكثر منها اجتماعية" بحيث تهدف الى "تحرير" المبادرة عند الشباب المقاول وترقية العمل الذاتي وذلك من خلال ترقية المشروعات المصغرة عن طريق الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب والذي تم تعزيزه بجهاز ثان موجه لفئة العاطلين عن العمل والذين تتراوح أعمارهم بين 35 - 50 سنةوالذي يسيره الصندوق الوطني للتأمين على البطالة· وأضاف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إن الجهود التي بذلتها الدولة في مجال الاستثمار في إطار برنامج دعم الانعاش الاقتصادي 2001 2004 مكنت من خفض مستوى البطالة من 29.5 بالمائة سنة 2000 الى 23.7 بالمائة في سنة 2003 ثم 17.7 بالمائة سنة 2004 كما سمح البرنامج التكميلي لدعم الانعاش الاقتصادي (2005 2009) الذي ألحقت إليه برامج تنموية خاصة بمناطق الجنوب والهضاب العليا من تعزيز هذا التوجه حيث تواصل انخفاض نسبة البطالة التي بلغت 15.5 بالمائة سنة 2005 ثم 12.3 بالمائة في سنة 2006· موضحا أن آخر المعطيات لسنة 2007 تشير الى أن نسبة البطالة بلغت 8.11% وقال أن تقدير نسبة البطالة يتم وفقا لمعايير مكتب العمل الدولي، مضيفا أن التوقعات تشير الى أن نسبة البطالة ستنخفض الى أقل من 10% خلال سنة 2009· وأشار السيد لوح الى النمو الاقتصادي في الجزائر خارج المحروقات الذي وصل في سنة 2007 الى 6.4% الى جانب التحكم في التضخم حيث لم يتجاوز معدله في الفترة 2000 - 2007 نسبة 2.5% ووصل احتياطي الصرف بالعملة الصعبة الى أكثر من 120 مليار دولار موضحا أنه بالرغم من هذه النتائج يبقى معدل البطالة "مصدر قلق طالما أن العديد من الشباب لايزالون يطرقون أبواب سوق العمل دون توفيق "وهو ماجعل السلطات المعنية كما قال تشرع مؤخرا في تكييف الاستراتيجية القائمة مع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية