وقفت مذهولة قبل أيام قليلة للمنظر الذي رأيته بالابيار، حيث تحول هذا الأخير الى مكان يصعب على المرء التجول فيه لكثرة الجموع التي زارته بحثا عن ملابس العيد، حقيقة لا يسعنا إلا أن نقول بأنها تعكس يوميات المواطن الجزائري الذي يعيش أيامه باللهفة، وهي الميزة التي أصبحت للأسف ملتصقة به عند حلول أية مناسبة... فقبل أيام قلائل من دخول شهر الصيام أكد أغلب الباعة نفاد كل المواد الغذائية التي كانت تباع على طول السنة، حتى تلك التي لم يكن أحد يلتفت إليها، والأمثلة عن هذه المواد كثيرة ... واليوم ونحن نكمل صوم العشر الأولى من رمضان، بدأت حمى ''اللهفة'' تزحف على ملابس العيد وحجتهم في ذلك تجنب ارتفاع أثمانها في الأيام الأخيرة من العيد، ولكن ما لا يدركه هؤلاء هو أن هذه اللهفة في واقع الأمر هي التي تجعل سقف الأسعار يزيد بشكل جنوني ومع هذا يتقبلها المواطن ويشتري.. ولا تتوقف اللهفة عند هذا الحد بل سنشهد في اليومين القادمين لهفة أخرى تخص العيد، ونقصد هنا حلويات العيد ومستلزماتها التي ستنتعش أسعارها هي الأخرى .. حقيقة لن تعرف أسواقنا الراحة ولن يشبع تجارنا مما سيجنونه من أرباح إلا بعد انتهاء الشهر الفضيل.