تلعب تربية النحل دورا أساسيا في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته، غير أن هذا القطاع الذي لا تنحصر أهميته في إطار منتجات خلية النحل على غرار العسل والغذاء الملكي، يعاني من صعوبات تؤثر على مردوديته، ولتسليط الضوء عليها كان ل''المساء'' حوار مع أحد مربي النحل القدامى وهو السيد عثمان محمد بن رابح خلال لقاء جمعها به خلال زيارة صالون العسل المنظم مؤخرا بساحة الحرية بالعاصمة. - هل لك أن تقدم لنا نبذة عن حياتك المهنية؟ * أنا من مربي النحل القدامى، بدأت مشواري المهني في سن السادسة تحت إشراف عمي، وفي سنة 1943 انفردت بتربية النحل بعدما شجعني على ذلك أحد معارفي، حيث اقترح علي فكرة التنقل بين الولايات للتمكن من جني منتوج أوفر.. ومنه كانت انطلاقتي. -كيف تمكنت من تطوير نشاطك؟ * تمكنت من تطوير نشاطي عن طريق التكوين، حيث أجريت عدة تربصات في مختلف بلدان العالم على غرار فرنسا، واليونان، وموسكو، والأرجنتين وأستراليا، وهذا بفضل وزارة الفلاحة التي أولت اهتماما خاصا بالنحالين، مما أتاح لي فرصة اكتساب خبرات واسعة من خلال الاحتكاك بمربي النحل، كما اكتشفت إثر ذلك تقنيات جديدة كآلية النحل الاصطناعي التي تساعد على استمرارية إنتاج العسل. - ماذا لو نتحدث عن أهم المشاكل التي تعترض النحالين في الوقت الراهن؟ * من أبرز المشاكل التي تؤثر على مردودية النحالين حاليا مشكل الرش العشوائي للمواد الكيماوية في المزارع، وهذا الأمر الذي يضر بالنحل مخالف للقانون الدولي الذي يمنع رش المبيد على المحاصيل الزراعية في فترة تفتح الزهور، ويضاف إلى هذا المشكل غلاء كراء الأراضي الزراعية وتعرض منتجات خلية النحل للسرقة.. فضلا عن الخطأ الذي ترتكبه السلطات الوصية من خلال إقدامها على غرس أشجار الكاليتوس بدلا من أشجار الصنوبر التي يعد عسلها مميزا، فهذه المشاكل باجتماعها تقلل من كمية العسل المنتج في الجزائر. - بعد هذه الخبرة التي بلغت نصف قرن، بماذا تنصح النحالين من الشباب؟ * العمل ثم العمل.. فلا يجب الاستسلام عند أول مشكلة تعترضهم، فهذه المهنة مليئة بالمتاعب وتحتاج إلى المثابرة لتحقيق النتيجة المرجوة. - التقطت لك صورة وأنت محاط بكم هائل من النحل، حدثنا عنها. * أجل هي لقطة تعبر عن مدى حبي لمهنة تربية النحل.. واقترحت علي فكرة دخول موسوعة غنيس للأرقام القياسية، فقد اقترحت علي بعدما اطلع عليها عدة أجانب، لكنها لم تستهوني على الإطلاق. - على ضوء خبرتك في عالم النحل، ماهي النصائح التي يمكن أن توجهها للمستهلكين؟ * أنصح الناس بتناول العسل الطبيعي في الساعات الأولى من النهار على أن يمتنعوا عن تناول أي شيء بعده لمدة ساعة أو أكثر، حيث أن هذا الأمر يسمح لجسم الإنسان بالقيام بعملية تطهير داخلي، كما أنصح بأن يؤخذ عسل النحل كغذاء وليس كدواء لتفادي بعض الأمراض. - تطرقت في سياق حديثك إلى مستحضر ''البرهم'' الذي تقدمه بالمجان، أرجو أن تحدثنا عن فوائده؟ * هو مستحضر تقليدي يتكون من العسل، شحم الإبل، زيت الزيتون ومواد أخرى نقدمه مجانا لكل من يعاني من مشاكل جلدية، كما يمكن أن يفيد في عده حالات منها حالة رجل كان على وشك أن تبتر ذراعه، إلا أنه سرعان ما شفي بفضل هذا المستحضر، وإلى جانب هذا المستحضر ننتج دواء آخر تدخل في تركيبته عدة مواد إضافة إلى العسل، وذلك لعلاج السرطان، حيث سجلنا شفاء 12 مريضا من داء السرطان بفضل هذا الدواء.