أبرزت شهادات رفاق المرحوم محمود شريف قائد الولاية التاريخية الأولى، ووزير التسليح والتموين في الحكومة المؤقتة، أن الفقيد كان يتحلى بخصال وقيم نبيلة، تعبر عن صدق وطنيته، وصبره في تنفيذ المهمات الوطنية الكبرى، إضافة الى كفاءته وتعاونه مع رفاقه في الثورة، مما أهله إلى تبوء مناصب في قيادتها. وتكريما للفقيد وعرفانا لرموز الحركة الوطنية والثورة التحريرية خصصت جمعية مشعل الشهيد امس بيومية المجاهد، عددها التاسع من منتدى الذاكرة، لتقديم رفقاء المرحوم شهادات حية عن شخصيته، حيث أشاد الأستاذ عبد الحميد مهري، بالخصال التي كان يتحلى بها الفقيد محمود شريف والتي أهلته ليكون مضرب المثل عندما يتعلق الأمر بالانتصار للقضايا الوطنية الكبرى. وقال مهري في شهادته أن المرحوم أدى واجبه الوطني في جيش التحرير وفي الحكومة المؤقتة، على أساس إيمان راسخ في شخصيته، هو الثورة ومصلحة الجزائر، بدءا بالتحاقه بجيش التحرير سنة 1956 بعدما كان ضابطا بالجيش الفرنسي ثم قيادته للمنطقة السادسة من الولاية التاريخية الأولى ثم قائدا لهذه الأخيرة أواخر 1957 وقبل أن يعين في لجنة التنسيق والتنفيذ، ويقوم رفقة المرحوم عبان رمضان في أواخر أكتوبر 57 بالبحث عن مورد للسلاح وقاما من أجل ذلك بزيارة إلى تشيكوسلوفاكيا ليعين أواخر 1958 وزيرا للتسليح والتموين في الحكومة المؤقتة. ويذكر السيد مهري، أن لقاءه بالمرحوم محمود شريف كان سنة 1957 على إثر اجتماع المجلس الوطني للثورة في القاهرة الذي انبثقت عنه اللجنة الثانية لمجلس التنسيق والتنفيذ، حيث تم تعيين الاثنين عضوين بالمجلس وتسند للمرحوم رئاسة لجنة المالية، ليتم فيما بعد المشاركة في اتخاذ قرارين هامين هما إنهاء إضراب الطلبة عن الدروس من أجل إعداد إطارات الثورة والبحث عن مصدر للتموين بالسلاح. ولدى تناول الكاتب محمد عباس لحياة ومشوار المرحوم النضالي، أوضح بأن محمود شريف قد اصطدم سنة 1959 بشخصيات قوية من أمثال كريم بلقاسم، لكنه استمر في الجهاد والنضال حتى بعد استقلال الجزائر، حيث واصل مسيرة الجهاد الاكبر باشتغاله في شركة سوناطراك، مفضلا الشغل عن التقاعد، مقابل معاش إلى أن وافته المنية في 16 سبتمبر ,1987 وهو نفس اليوم الذي ازداد فيه من عام .1912 وبدوره، أكد المجاهد والجنرال المتقاعد محمد علاق، أن المرحوم محمود شريف أدى واجبه الوطني كاملا في جيش التحرير، حيث جرح في كمين ونقل للعلاج بالخارج، كما درب أفراد جيش التحرير على نصب الكمائن لجيش العدو الفرنسي بعدما تدرب عليه ويستعمل ما تعلمه من العدو ضد العدو نفسه. وصار ضابطا بجيش التحرير مثلما كان ضابطا بالجيش الفرنسي قبل الثورة. وبدوره، أكد الدكتور علي زغدود، الذي ألف كتابا عن المرحوم، أن محمود شريف من القادة البارزين في الثورة الجزائرية، حيث وضع وثيقة تنظم جيش التحرير، وهو من كان يكتب محاضر اجتماعات لجنة التنسيق والتنفيذ، كما كان له دور كبير في بناء الجيش وكان صاحب كلمة ومعروف بصدقه ووطنيته وإخلاصه لها. ومن جانبه، أشار الأستاذ محمد زروال، أن المرحوم يعد القائد الرسمي للولاية التاريخية الأولى بعد مصطفى بن بولعيد وقد سمحت له كفاءته وإخلاصه بأن يقفز على المراحل ويتبوأ المناصب العليا في قيادة الثورة، مما جعل البعض آنذاك يغار منه. وأكد ضابط جيش التحرير السيد خالد الحسناوي وهو رفيق المرحوم أيضا، أن الفقيد عرف بخصال نبيلة منها الاخلاص، الوطنية، التعاون،الجدية، الذكاء والفكر التطبيقي، لا سيما عندما كون كتيبة خاصة (45 شخصا) عملت على نصب الكمائن، للجيش الاستعماري، إضافة الى تطلعه الدائم الى البحث عن مصادر للتموين بالسلاح. أما المخرج أحمد راشدي، فقد قال إن المرحوم عندما التقاه في تونس خلال مرحلة التكوين السينمائي، كان يتحدث باحترام كبير عن مصطفى بن بولعيد وكأنه قدوته وكان مع فكرة تصوير وقائع الثورة وتقديمها إلى الأجيال اللاحقة وهو ما حاولنا القيام به - آنذاك- يضيف أحمد راشدي.