انتهت الجولة السادسة من المحادثات غير الرسمية بين جبهة البوليزاريو والمغرب بمالطا دون إحراز أي تقدم على طريق تسوية القضية الصحراوية التي لا تزال عالقة منذ أكثر من ثلاثة عقود باستثناء الاتفاق على اللقاء مجددا نهاية ماي المقبل. ولم يخف المبعوث الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس فشل لقاء مالطا وقال انه ''في نهاية الاجتماع كل طرف واصل رفض مقترحات الطرف الآخر كقاعدة واحدة للتفاوض مستقبلا''. وأضاف أن ''الطرفين قررا خلال اللقاء غير الرسمي المقرر نهاية شهر ماي القادم مناقشة عدد من المقاربات الجديدة من ضمنها إجراءات التهدئة ووسائل تفادي كل أنواع الاستفزاز التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على مسار المفاوضات، إضافة إلى قضايا مثل الموارد الطبيعية وإزالة الألغام''. وأعرب ممثل جبهة البويزاريو لدى الاتحاد الأوروبي محمد يسلم بيسط عن خيبة أمله لكون المغرب لا زال يواصل سياسة ''الدفاع عن الوضع القائم'' وقال أن ''هذه الوضعية لم تعد تحتمل'' مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جبهة البوليزاريو ستعقد مؤتمرها هذه السنة وستتخذ إجراءات جوهرية بالنسبة لعملية السلام. وتطرق وفد جبهة البوليزاريو بقيادة رئيس المجلس الوطني الصحراوي بشكل مطول إلى ''وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وما تشهده من قمع وحشي وكذلك مصير مئات السجناء السياسيين''. وفي هذا السياق دعت جبهة البوليزاريو المجتمع الدولي إلى ''بذل كل ما بوسعه من اجل الإطلاق الفوري لسراح السجناء السياسيين الصحراويين القابعين في السجون المغربية''، مضيفة ان مثل هذا الإجراء وكذا ''وقف سياسة الترهيب من شأنهما أن يخلقا مناخا ملائما يسمح بتحقيق تقدم في المسار الجاري''. وحثت الجبهة مجلس الأمن الدولي على ''المشاركة بشكل اكبر واتخاذ الإجراءات والقرارات الضرورية من اجل دعم الجهود التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة بهدف ضمان نجاح المفاوضات ووضع حد للظلم الذي يتعرض له الشعب الصحراوي''. وكانت هذه الجولة انطلقت الاثنين الماضي بمالطا تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في الصحراء الغربية كريستوفر روس وبحضور ممثلين عن البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا. وجاءت اجتماعات الجولة السادسة التي دامت يومين بعد شهر من إنعقاد الجولة الخامسة غير الرسمية بمانهاست ''نيويورك''. وهي الجولات التي يسعى من خلالها روس تقريب وجهات نظر طرفي الصراع اللذين لا تزال هوة الخلاف عميقة بينهما بسبب التعنت المغربي المصر على مخططه للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض وهو ما ترفضه البوليزاريو. يذكر ان جبهة البوليزاريو والمغرب كانتا قد شرعا شهر جوان 2007 في مفاوضات مباشرة تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة وانعقدت منذ ذلك التاريخ أربع جولات بمنهاست بالولايات المتحدةالأمريكية وواحدة بالعاصمة النمساوية فيينا. وتطبيقا للإعلان عن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة كانت المنظمة الأممية قد صادقت في ديسمبر الماضي على لائحة تدعم مسار المفاوضات للتوصل إلى ''حل سياسي عادل ودائم يتفق عليه الطرفان ويسمح لشعب الصحراء الغربية بتقرير مصيره''.