ما أصعب على المرء أن يستعرض خصال الرجال في مثل هذه اللحظات المؤثرة التي غادرنا فيها زميلنا علي يونس، فإذا تحدثت عن تواضعه فإنني وفي كل الحالات لن أكون موفقا لأن الرجل بهدوئه ورقته وربما براءته كانت تتجلى لي فيه خصال عديدة تجعلني اقف اليوم حائرا من اين ابدأ الحديث عنه أو على الأقل البوح بكامل ملامح شخصيته التي تعرفت عليها داخل قسم التحرير منذ التحاقه بنا في جريدة المساء منذ 10 سنوات.. لقد كان يفضل في حالات كثيرة أن يكون خارج السرب داخل الجريدة حتى لا يحسب على مجموعة على حساب أخرى لأنه كان يحرص ان تكون علاقته بكل زملائه على قدم المساواة، وهي ميزة جعلته يكسب ودنا وربما يحظى بمكانة خاصة عند الكثير منا نحن الذين نجد اليوم صعوبة كبيرة في استعراض خصاله وشيمه كشاب طموح وكصحفي كفء ومكافح، كان يفضل دوما ان يكون في مستوى المهمة التي تسند إليه أو العمل الذي يقوم بإنجازه. هذه حقائق كنت اقف عندها كلما رأيته أو اقتربت منه أو ناقشته في بعض جوانبها وانا اسعى للتعرف على شخصيته الهادئة التي كانت وفي حالات كثيرة تجعلني احس وكأنني اتحدث الى طفل البراءة دوما هي عنوانه ... لقد رحل عنا دون أن نعرف الكثير عن شخصيته وزهده وبساطته وتواضعه ..نعم لقد رحل عنا دون ذلك ودون كلمة وداع وهوالذي عودنا على اللقاء ظهر كل يوم جديد.. فما اصعب فراق الاصدقاء والزملاء، وما اصعب المواقف التي تغيب كل زميل عزيز أو صديق حميم أو انسان من طينة علي .. إن مصاب فقدانه عظيم لكن المآثر التي تركها وراءه ستجعلنا نتذكره كلما رأينا مكانه في قسم التحرير شاغرا، خاصة وأننا كلنا ندرك ان مكانة الكبار إذا رحلوا عن هذا العالم من الصعب ملء شغورها فنم هانئا أيها الأخ والزميل.