توضح الدراسة ما تعرضت له المدينة المقدسة من حملة شرسة من قبل المستوطنين وبتواطؤ ومباركة الحكومة الإسرائيلية من مصادرة الاراضي والمباني والممتلكات في القدس العربية المحتلة وهدم للمنازل وإصدار اخطارات بالتهديد بالهدم وإخلاء منازل من أصحابها بالقوة والقيام بالمداهمات للمنازل واعتقال المواطنين من مختلف الفئات العمرية والقيام بالحفريات أسفل المنازل في القدس العربية، وقطع الأشجار وإغراق الأراضي الزراعية والمساكن بالمياه العادمة وكذلك مصادرة ونهب الأراضي والبيوت من أصحابها الفلسطينيين وإحلال المستوطنين المتدينين والمتطرفين، واقرار قوانين تهدف الى تعزيز الاستيطان في المدينة وتغليب الوجود اليهودي فيها وتفريغها من أصحابها الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين لإحلال مستوطنين يهود مكانهم وذلك من خلال القيام بالعديد من الانتهاكات المبرمجة والمدروسة وفرض سياسة تهويد الارض والمقدسات، من أجل تعقيد واستحالة الوصول الى أي اتفاق أو تسوية في أي مفاوضات سلام حول القدس والتعامل بسياسة الأمر الواقع. - اشتدت الهجمة الشرسة على القدس من خلال سياسة التهويد والممارسات العنصرية من هدم للبيوت ورفض منح التراخيص للبناء للسكان الفلسطينيين في المدينة ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات حول القدس وفي داخلها وفي قلب احيائها العربية والاستيلاء على المنازل في سلوان والشيخ جراح وواد الجوز والبلدة القديمة، كل هذا يصب في خدمة مشروع الاستيلاء الكامل والشامل على المدينة من اجل افراغها من سكانها ودفن معالمها التاريخية والدينية وتشويه هويتها وانتمائها. -لم تقتصر السياسات العنصرية على اغلاق القدس وعزلها عن باقي اجزاء الضفة الغربيةالمحتلة من خلال اقامة الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري وبناء المستعمرات، بل شملت ايضا وضع المخططات التي تهدف الى طرد الفلسطينيين من مدينتهم واستخدمت القانون لتحقيق تلك الاهداف، حيث اصدرت العديد من القرارات في المحاكم الواحد تلو الآخر ضد شعبنا ولصالح المجموعات الاستيطانية في مختلف الأحياء من الشيخ جراح الى سلوان الى جبل الزيتون الى مخيم شعفاط وبيت حنينا وغيرها. - تقوم الحكومة الاسرائيلية بإقرار القوانين للسيطرة على القدس والتي من ضمنها قانون القدس عاصمة اسرائيل والذي نص أحد بنوده اعتبار مدينة القدس منطقة اولويات والذي يعني تطبيق المخطط الهيكلي أللوائي الذي يعزز الاستيطان في المدينة، ورصد ميزانيات ضخمة للاستيلاء على المزيد من الأرض وتكثيف الاستيطان تحت عنوان تطوير المدينة واعتبارها افضلية. ومن أهم ما يهدف إليه هذا المخطط : - تعزيز دور مدينة (القدس الموحدة بأغلبية يهودية كقلب للشعب اليهودي) والمركز الروحي والثقافي لليهود في اسرائيل ودول العالم. - المحافظة على الاحتلال الديمغرافي لصالح المستوطنين اليهود وتعزيزه: وهذا الهدف تم عرضه من قبل بلدية القدس وتم تبنيه في اجتماعات الحكومة الاسرائيلية، بحيث يهدف الى الحفاظ على ما نسبته 70 من اليهود مقابل 30 من العرب وقد تم وضع مسارات متوقعة من قبل بلدية القدس للازدياد السكاني حسب القومية بناء على نسب الازدياد السكاني في الماضي ومن ابرز تلك المسارات: 1 التميز في مجالات التطوير المختلفة مثل الاسكان الاقتصادي والاجتماعي لمصلحة السكان والمستوطنين اليهود. 2 تحسين الظروف الحياتية اليومية من أجل جذب سكان يهود للقدس وفي المقابل تضييق الخناق على الفلسطينيين. 3 الحفاظ على اغلبية يهودية في القدس مقابل (الأقلية العربية) بحيث يتم تكثيف البناء في الأحياء اليهودية القائمة وإقامة وتوفير مساكن جديدة وتوفير سكن بأسعار معقولة في الأحياء اليهودية، وتوفير أماكن عمل وخدمات عامة من أجل تشجيع الهجرة من المدن الأخرى وتكثيف مساحات البناء وزيادتها في أغلبية المستوطنات شرقي القدس. 4 اعتبار السكان الفلسطينيين خطرا ديمغرافيا يجب العمل على مكافحته. - يضع المخطط قيودا وعراقيل تعمل على اعاقة ومنع تطوير الأحياء العربية الفلسطينية شرق القدس، وذلك من خلال فرض القيود على البناء والحصول على الترخيص. ؟ انظر الجدولرقم (1) - لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل بل قام ايضا بهدم المنشآت التجارية والزراعية للمواطن الفلسطيني ويقوم بملاحقته في لقمة عيشه للضغط عليه بهدف اجباره على الرحيل من ارضه ليحل مكانه مستعمرين يهود. - لم يسلم الأموات ايضا من عمليات الهدم فقد قامت جرافات الإحتلال بتدمير 160 قبرا للمسلمين في مقبرة مامن الله لإقامة متحف التسامح على انقاض الأموات. ؟ انظر الجدولرقم (2) تصاعدت عملية الاستيلاء على المساكن في عام 2010 حيث استولى الإحتلال على 18 مسكنا منها بناية تتكون من 9 شقق تعود لعائلة قرش بقيت فيها عائلة واحدة يحاول المستوطنون احتلالها. ؟ انظر الجدولرقم (3) ومن أهم تلك العراقيل : 1 إجراءات الحصول على تراخيص البناء تحتاج الى سنوات في اغلب الاحيان. 2 عملية الحصول على تراخيص البناء تحتاج إلى موارد مالية كبيرة غير متوفرة لدى الفلسطينيين. 3 يشترط للحصول على ترخيص البناء إثبات الملكية للأرض (طابو) علما بأن أكثر من 50 من الأراضي في القدسالشرقية غير مسجلة في سجلات الملكية. - يشترط المخطط المصادقة على مخططات محلية يوفر مخططات شبكات بنية تحتية مصادق عليها، في حين لا تتوفر تلك الشبكات في معظم الأحياء الفلسطينية، حيث أن تسعة أحياء فقط من أصل 31 حيا عربيا في شرقي القدس تتوفر فيها شبكات صرف صحي. - يشترط المخطط الحصول على موافقة أمنية من ممثل (وزير الأمن) بحيث يتم اعتبار تنفيذ أعمال البناء في المناطق المعروفة بمناطق أمنية أمورا محظورة، تتطلب الحصول على تصريح والمصادقة عليها من قبل وزير الأمن الاسرائيلي وأن عدم تحديد تلك المناطق مسبقا يعطي الفرصة للمؤسسات الاسرائيلية لاستخدام بند (مناطق أمنية) من أجل عدم التصديق على مخططات هيكلية للأحياء العربية في شرق القدس. - المخطط اللوائي يسلب موارد المياه الجوفية حيث يحدد مواقع التنقيب عن المياه الجوفية في منطقة شرقي القدس بحيث يتم استغلال هذه الموارد بأغلبها للمصلحة الاسرائيلية والمستوطنين ليعزز سيطرته عليها. - يعمل المخطط على تعزيز المستوطنات وذلك بربطها مع بعضها البعض من خلال شبكة مواصلات تمزق الأحياء العربية وتجزئها وتمنع تطويرها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شارع الطوق والشوارع المتصلة به (شارع 9 وشارع 20) والشارع السريع الممتد الى شمال القدس والتي تهدف الى تسهيل تطوير المنطقة لصالح احتياجات المستوطنات ولتعزز التواصل الجغرافي بينها. - من هذا يتضح جليا بأن جميع ما ذكر من تضييق على المواطنين العرب في القدس والمضي قدما بتطبيق قانون (القدس عاصمة اسرائيل) يعني زيادة عدد المستوطنين على حساب أهلها الفلسطينيين للوصول الى المزاعم الاسرائيلية المزيفة في اعتبار القدس العاصمة الموحدة اليهودية لإسرائيل ومركزا لليهود في كافة اماكن تواجدهم، والذي هو بالأساس (أمر سياسي). - تصاعدت الانتهاكات الاسرائيلية خلال العام 2010 ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس العربية المحتلة من هدم للمنازل وإصدار اخطارات بالتهديد بالهدم وإخلاء منازل من أصحابها بالقوة والقيام بالمداهمات للمنازل واعتقال المواطنين من مختلف الفئات العمرية والقيام بالحفريات أسفل المنازل في القدس العربية بحيث تصدع وتشقق بعضها ولم تعد آمنة للسكن فيها، وقطع الأشجار واغراق الاراضي الزراعية والمساكن بالمياه العادمة وكذلك مصادرة ونهب الأراضي والبيوت من أصحابها الفلسطينيين وإعطائها لمن لا أرض او مسكن له من المستوطنين اليهود. - وفي العام 2010 تم هدم العديد من مزارع حيوانات وغرف زراعية ومحلات تجارية وجدار استنادي ومحاجر ومشاتل.