تصفيقات حارة··· قبلات في الهواء··· حيرة ودهشة·· تلك هي التعابير التي تلقّاها الساحر العالمي صاحب لقب ساحر بدون حدود فؤاد فيلالي الذي زار الجزائر مؤخرا وشارك أطفال المركز البسيكولوجي للأيتام ببن طلحة فرحة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال الكم الهائل من الألعاب السحرية التي أمتع بها الحضور·المساء التقته على هامش هذا الاحتفال وتحدثت إليه في هذه الدردشة· وهو يتحدّث لنا أبى إلا أن يعبّر عن مدى فرحته بوجوده على أرض الجزائر ليكون الى جانب البراءة التي يرى فيها أجمل ما في الوجود يقول صراحة أعشق مناخ الجزائر وهوءها النقي الذي استنشقه بكل سرور، وأنا شخصيا أحرص على زيارة الجزائر مرة أو مرتين في السنة·· هواء الجزائر مختلف جدا عن هواء كندا، كما أن الفرصة كانت مواتية لأقدم عروضا مختلفة في كل من جامعة عنابة وبن طلحة، كما سجلت حصتين لصالح التلفزيون· قلت أن الدنيا لا تسعني حين أشعر أنني وفّقت في رسم الفرحة على وجه كل طفل محروم··· فقير أو يتيم، فهؤلاء الأطفال بحاجة ماسة الى حبّنا الى عطفنا··· الى وقوفنا الى جانبهم، ومن أجل ذلك أضطر الى ترك عائلتي وعملي وأجول البلدان للمشاركة في سعادة الآخرين وماتزال صورة الآلاف من الأطفال عبر العالم عالقة بذهني، فقد زرت 13 بلدا وغالبا ما تكون وجهتي حيث يكون الفقر، الأيتام والمستشفيات وأطفال الشوارع وكذا الأطفال المنسيين· ويواصل محدثنا قائلا "أنا معجب جدا بالأعمال الخيرية للأم تيريزا ولهذا أحاول قدر المستطاع المساعدة بزرع الأمل والابتسامة طبعا لست الوحيد فهناك فريق عمل يتنقل معي ويقدم كل فريق البرنامج الخاص به، نحن بكندا 50 ساحرا نشكّل فرقة من خمسة أو أربعة سحرة ونسافر الى كل البلدان· وتحدث عن أصعب تجربة مرّ بها خلال مساره المهني في ساحر بدون حدود التي حصل على حقوقها سنة 2000 قال "لقد مررت بأصعب تجربة في مدينة بكالكوتا بالهند حيث يعيش 8 ملايين شخص بالشارع··· لقد أصبت بإحباط تام ولم أستطع تناول الطعام لمدة أسبوع كامل فقد فقدت شهيتي كليا ولم يدخل جوفي سوى ما أقتات به· ويواصل صاحب السحر بدون حدود حديثه قائلا "أكثر أطفال العالم فقرا بافريقيا كما عجبت وتألمّت لحال الأطفال بأنغولا السلفادور وكذا أطفال فابيلا بالبرازيل وأثار انتباهي أمر هام جدا وهو حرص الأطباء اللبنانيين على صحّة وسلامة أطفال مستشفى السرطان فبعدما أكملنا العروض وودعنا الأطفال دعانا وزير لبناني للغداء قبل السفر، فوجدت أحد الجراحين يترجّانا العودة لإسعاد الأطفال وبالفعل غيرنا البرنامج وقدمنا عروضا سحرية لأطفال مستشفى السرطان وقد كانت تجربة فريدة· وعن أغرب تجربة صادفته ما قالته احدى الأمهات الشابات··· الآن يستطيع ابني أن يموت·· وقد حدث هذا في سان سلفادور حيث كان هناك طفل صغير يصارع ألم السرطان وقال الأطباء أن عمره قصير جدا··· وبعدما تفرج على العروض ضحك كثيرا لدرجة أن الأم قبلت فكرة رحيل ابنها للأبد والسعادة تسكن ذاته· وحول مساره المهني في عالم السحر قال لقد كان حلم حياتي في الصغر أن أكون ساحرا···· وبالفعل درست السحر لمدة خمس سنوات واستطعت الحصول على لقب ساحر بدون حدود هذا اللقب الذي لا ينازعني فيه أحد، أظن أنني حققت الشطر الأول من هذا الحلم لكن الشطر الثاني والمتمثل في عملية اسعاد الآخرين لا يزال متواصلا وتحكمه الظروف كما تشاركني بنتاي الكبرى عمرها 8 سنوات والصغرى 4 سنوات في الألعاب السحرية· وعن لون السحر الذي يمارسه قال فؤاد إنه السحر الأبيض وهو مجموعة من الألعاب التي تعتمد على الخفة وتقنيات خاصة ويتطلب الكثير من العمل الى جانب أمور أخرى طبعا سر المهنة وأظن أن اللغة الفرنسية قد أوجدت تسميات مختلفة للألعاب في الوقت الذي ظلّ فيها اسم "السحر" مسيطرا، وهو مختلف عن أنواع السحر الأخرى· بعيدا عن عالم السحر والغرابة فؤاد فيلالي رجل أعمال وصاحب مجموعة من المطاعم على ضفاف واد كندا يسيرها رفقة اخوته وقد اختار لبعضها أسماء جزائرية منها "تيمفاد" و"المنارة"·