ستشهد تظاهرة "بانوراما سينما الجزائر عاصمة الثقافة العربية" التي انطلقت فعالياتها الخميس الماضي تنظيم يومين دراسيين سيناقشان راهن الإنتاج السينمائي في الجزائر تحت إشراف جمعية المخرجين المحترفين الجزائريين·
محاور عديدة ستوضع على طاولة النقاش خلال اليومين الدراسيين لتتناول - ولأوّل مرة منذ سنوات طويلة- واقع السينما في الجزائر··"لكن أيّ سينما؟ وهل هناك في الواقع سينما في الجزائر يمكن الحديث عنها؟" ام ستكون مجرّد بكاء على الأطلال وتذكّر ما كان في ذلك الزمن الجميل عندما كانت السينما الجزائرية بمثابة القاطرة التي تجرّ خلفها كل الدول العربية، عندما كانت تضاهي بل وتتفوق بتاريخها وإنتاجها وقاعاتها على مصر··· فذلك أمر قد قضي ومضى ولا طائل اليوم من ذكره وتكراره·· اليوم حيث أصبحت السينما الجزائرية هي الأكثر تخلّفا ليس عربيا وإنّما حتى مغاربيا· أم أنّ الحديث سيتجه ناحية تلك الإنتاجات المتفرّدة والأفلام المتناثرة التي تنجز هنا وهناك بأموال أجنبية ومضامين مشوّهة تنسب ظلما وبهتانا للمجتمع الجزائري، يقدّمها مخرجون جزائريون لا يحملون عن الجزائر إلاّ جنسيتها ولا يعرفون عنها إلاّ ما يخط على صفحات جرائد " الأمّ فرنسا"؟··هل سيكون الحديث حول تلك النوايا الطيّبة وأحلام اليقظة التي تفتقر لإرادة حقيقية وإستراتيجية فعلية ···لتبقى مجرّد حديث في الفراغ وضوضاء لا طائل منها··· الملتقى يطرح محاور"كبرى" تتناول بداية "التشريع في قطاع السينما الجزائرية" رغم أنّها لم تعرف - رغم تاريخ وجودها الذي يعود إلى عهد الإخوة لوميير- قانونا ينظّم مختلف جوانبها، في انتظار تحقيق مشروع القانون الذي وعدت به وزيرة الثقافة خليدة تومي · كما ستطرح الأيام الدراسية إشكالية التمويل التي كانت السبب الرئيسي في موت السينما الجزائرية بعد رفع الدولة يديها عن القطاع إثر حلّ المؤسسات العمومية، وعجز المخرجين الذين تعوّدوا على الأموال الجاهزة عن تمويل أعمالهم في الوقت الذي ارتمى آخرون في أحضان صندوق الجنوب ومركز السينما الفرنسية ليقدّم أفلاما لا تعبّر إلاّ عن صاحبها ومموّليها· من القضايا التي ستطرحها الأيام أيضا " قضية التكوين في مهن السينما "، مركّزة على المعهد العالي لمهن السمعي البصري دون المعهد العالي لفنون العرض رغم أنّه المسؤول على تكوين المخرجين والنقاد والممثلين السينمائيين··بعد أن أضيف إليه فرع خاص بالسينما، يغيب عنه المختصون الذين يشرفون على تأطير الطلبة والتقنيات التي ستساهم في التكوين الذي لن يفيد إذا ما توقّف عند حدود النظري· لتختتم النقاشات بأهمية السينما والسمعي البصري كنشاط ثقافي في المدرسة، المتوسطة والثانوية ···ثمّ توزيع الفيلم واستغلال القاعات لكن أيّ فيلم وأيّة قاعات؟!·