انضمت نخبة من الإطارات إلى مؤسسة الدرك الوطني تتكون من ضباط أكفاء تلقوا تكوينا لمدة ثلاث سنوات، وهم طلبة الدفعة التي كانت ضحية الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر عام 2008 في اليوم الذي التحقوا فيه لإجراء مسابقة الدخول، غير أن هذا العمل الإرهابي لم يثن عزيمتهم عن الالتحاق بصفوف السلاح، بل زادهم إرادة وعزيمة للدفاع عن وطنهم ومحاربة أعدائه من إرهابيين ومجرمين. فقد تخرج أمس 370 ضابطا من بينهم 24 امرأة في مختلف التخصصات من المدرسة العليا للدرك الوطني، يمثلون ثلاث دفعات هي الدفعة الرابعة عشر لدروس القيادة والأركان وتضم 75 ضابطا، يهدف تكوينها إلى توسيع آفاق التفكير لدى الضباط لتأهيلهم لأعمال التقييم، التحليل، والاستنتاج للقضايا المعقدة التي يعالجونها، وتحضيرهم لرفع قدراتهم المهنية والفكرية والثقافية التي تؤهلهم للتقييم السليم للأحداث وتقدير الموقف والتحليل الإستراتيجي. وكذا دفعة ضباط الإتقان التي ضمت 100متخرج بينهم 9 ضابطات، والتي يبقى الهدف من تكوينها تحديث المعارف المكتسبة من طرف الضباط من خلال تكوين قاعدي، وتلقين الضباط طرق وتقنيات التحريات الجديدة، وتعريفهم بوسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. بالإضافة إلى الدفعة الثالثة والأربعين للتكوين التخصصي المتكونة من 195 ضابطا من بينهم 15 ضابطة اجتازوا امتحانهم النهائي بنجاح أمام لجنة مختلطة متكونة من قضاة من وزارة العدل وضباط السلاح. ويهدف هذا التكوين إلى تحضير ضابط السلاح خلال مختلف مراحل مسارهم المهني، وهو موجه وفقا للضرورات الخاصة التي تقتضيها المهنة لإيجاد توازن وسطي بين سلوك الدركي بصفته رجل قانون ومتطلبات القيادة وتطلعات المواطنين القضائية، وهو تكوين يواكب التحولات التي يعرفها عالم الإجرام. وقد أشرف اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني على حفل تخرج هذه الدفعة بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ببومرداس، حيث قام بتفتيشها بساحة العلم قبل أن يقلد الرتب ويسلم الشهادات للمتفوقين في الدفعات المتخرجة رفقة عدد من الوزراء، على رأسهم وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز، المدير العام للأمن الوطني، المدير العام للحماية المدنية والمدير العام للجمارك، إلى جانب إطارات عسكرية ومدنية وقضائية. من جهته، تطرق قائد المدرسة العليا للدرك الوطني، العقيد بلخير مسعوداني، إلى المجهود الذي تبذله الدولة في تسخير إمكانيات هائلة لتكوين الإطارات وتزويدهم بمختلف المعارف والمهارات. مشيرا إلى أن الجهود متواصلة من أجل الارتقاء بالمدرسة وجعلها صرحا علميا، وخزانا حقيقيا يدعم وحدات الدرك الوطني. مذكرا في كلمة ألقاها بالمناسبة، بالأهمية التي توليها وزارة الدفاع الوطني للتكوين العسكري، حيث أوضح أن البرامج التعليمية للدفعات المتخرجة شهدت تعديلات أملتها الظروف تماشيا مع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها الجزائر مع بعض الدول الأجنبية في إطار التعاون لمحاربة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود. كما ذكر قائد المدرسة أن الدفعة المتخرجة تضم نخبة من ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المدرسة سنة ,2008 في محاولة لتخويف هؤلاء الشباب وزرع الهلع في المجندين الجدد لصدهم عن الانخراط في صفوف الدرك الوطني وترهيبهم قبل بداية مشوارهم المستقبلي، غير أن هذه الجماعة الإرهابية لم تنجح في ذلك، بل زادت هؤلاء الشباب عزيمة وحبا للوطن للدفاع عنه، متحدين بذلك كل أنواع الترهيب. وبعد تسليم واستلام العلم تمت تسمية الدفعة باسم الشهيد ''دحمان عزام'' المولود بمنطقة تاماغوشت بولاية تيزي وزو، والذي سقط في ميدان الشرف في سنة .1958