استطاعت فرقة الفردة البشارية التي انطلقت من القنادسة أن تثبت وجودها بقوة في الساحة الفنية الجزائرية خصوصا انها متفردة في اللون والطابع الموسيقي الذي يقدمه أعضاؤها بتجانس فني منقطع النظير، كونها تضم العديد من الفنون والثقافات التي تقاطعت فيما بينها لتشكل معالم طابعها الغنائي، الذي يعشقه الشباب والكهول على حد سواء، ''المساء'' التقت رئيس الفرقة حسين زايدي، حيث تحدث إلينا عن يومياته في رمضان في ركن قعدة مع فنان. يقول حسين زايدي ''خلال الشهر الفضيل أستيقظ باكرا وبالضبط وقت الفجر، حيث أقوم للصلاة وعندها يكون يومي قد بدأ، أتجه الى المسجد ولا أعود إلى البيت إلا في حدود الحادية عشرة، حيث أكون قد فرغت من الكثير من الأشياء الهامة في البيت كالذهاب الى السوق لشراء حاجيات ومتطلبات اليوم الرمضاني أو قضاء الأمور الخاصة، وكما تعرفون درجة الحرارة مرتفعة جدا ببشار لهذا اجلس في البيت لأباشر برنامجا خاصا يتمثل في الاستماع الى الموسيقى ثم العمل على الكمبيوتر، فمن الضروري جدا أن يحاسب المرء ذاته، وأن يبحث عن الأشياء التي يحبها الجمهور، فهذا الجزء من العمل أجده ضروريا خلال النهار فاليوم الصيفي طويل وحرارة الشمس لافحة، اما إذا كانت الفرقة مرتبطة ببرنامج عمل في السهرة التي سبقت ذلك اليوم فأنا اخلد للنوم فور عودتي الى المنزل ولا استيقظ إلا في حدود منتصف النهار، وهذا ضروري لتعويض الجسم ساعات النوم والجهد المبذول أيضا. ويواصل محدثنا قائلا'' عند آذان المغرب افطر على اللبن، التمر والحريرة وهذه هي ميزة المائدة البشارية، وغالبا ما يفضل الكبار منا الذهاب الى المسجد لأداء صلاة التراويح وبعدها يتسنى لنا تناول العشاء براحة تامة، أما الطبق المفضل بالنسبة لي هو ''القناوية''، وهي أكلة مشهورة ومحبوبة جدا في الجنوب الجزائري تعتمد على لحم الضأن او الجدي صغير الماعز، حيث نفضل هذا اللحم الخالي من الكولسترول، وخضر الملوخية، حيث يشترط ان يطهو اللحم قليلا ويمرق القدر مرة واحدة بحيث لا يستحب أبدا زيادة الماء فيما بعد وأن لا تحرك القناوية بالملعقة لأنها هشة وتفتح مباشرة، حيث يمكن معرفة وقت نضجها عند أخذ بذورها اللون الأحمر. وحول تغير البرنامج الشخصي له خلال رمضان بحكم الأسفار وإحياء الحفلات يقول ''صراحة أنا اتعب خاصة أن النظام الغذائي ليس واحدا، فقد تعودت على تناول الطعام بعد العشاء إلا أنني غالبا ما أجد نفسي مضطرا لاخذ الطعام دفعة واحدة على مائدة الإفطار وهذا الامر يتعبني كثيرا، وبالطبع عند العودة إلى الفندق لن تجد نفس الطعام الذي وضع على الطاولة، وغالبا ما يكون طعام السحور خفيفا ولا يكفي لسد متطلبات الجسم في اليوم الموالي''. وحول برنامج السهرة الرمضانية في القنادسة يقول ''في كل سهرة يجتمع أفراد فرقة الفردة في مكان خاص بنا لمدة ساعتين حيث باشرنا عملية التمرن على تقديم أعمالنا الجديدة خاصة أننا قمنا بتسجيل كوفري يضم 6 سديهات من التراث الجزائري برفقة الديوان الوطني لحقوق المؤلف، حيث نود تقديم البعض من الأغاني للجمهور في مختلف ربوع الوطن خلال السهرات الرمضانية التي نحييها والتي تترأسها ''يا كريم الكُرماء'' وهي من نوع التوسل لله تعالى كتبها الشيخ سيدي قدور العلمي.