استأنفت مصالح ولاية الجزائر ليلة السبت إلى الأحد عملية ترحيل سكان الديار الهشة والبيوت القصديرية بعد تأجيل العملية التي كانت مبرمجة ليوم الثلاثاء الفارط لأسباب تقنية أرجعتها المصالح إلى احتجاجات سكان ديار الشمس من جهة وارتفاع عدد الطعون من جهة أخرى، الأمر الذي اضطر ولاية الجزائر إلى إعطاء فرصة للعائلات المقصية لتحضير ملفاتها وتنظيم زيارات ميدانية لسكان ديار الشمس للاطلاع على نوعية السكنات المخصصة لهم. رحلت ليلة أمس 750 عائلة كانت تقطن بحي ديار البركة والمحصون إلى سكنات جديدة بكل من الحمامات ببلدية عين البنيان ودرارية في إطار برنامج ولاية الجزائر لترحيل سكان البيوت الهشة والقصدير، وبغرض التحكم أكثر في الأوضاع تقرر تخفيض عدد العائلات المرحلة إلى 400 من كل حي في اليوم الواحد على أن تمتد عملية الترحيل طوال الأسبوع الجاري . وقد جندت مصالح البلديات المضيفة كل الإمكانيات البشرية والمادية لاستقبال العائلات الوافدة التي ستتزامن عملية ترحيلها مع الدخول المدرسي الجديد وعليه فقد وجهت مديرية التربية للجزائر العاصمة تعليمات لمختلف مدراء المؤسسات التربوية لتسهيل عملية تسجيل التلاميذ، مع اقتراح بقاء تلاميذ أطوار الاكمالي والثانوي بمؤسساتهم السابقة مع ضمان النقل المدرسي لهم . كما رحلت العائلات إلى مواقع كل من درارية والحمامات، لتتواصل عمليات الترحيل طوال أيام الأسبوع الجاري لتمس باقي الأحياء القصديرية والهشة بكل من الكاريار، وادي كنيس، حي النخيل، بومعزة، العافية وديار الشمس ليصل بذلك عدد العائلات المرحلة منذ بداية الشهر الجاري ال3245 عائلة. أما أسباب تأجيل عملية الترحيل التي كانت مبرمجة ليوم الثلاثاء الفارط فأرجعها السيد محمد إسماعيل مدير السكن لولاية الجزائر إلى احتجاجات سكان ديار الشمس ومطالبة والي ولاية الجزائر السيد محمد كبير عدو بضرورة التكفل بوضعيتهم، حيث عقدت لقاءات مع ممثلي الحي ونظمت زيارات ميدانية لموقع السكنات الجديدة لفك كل لبس وقع فيه السكان بسبب الإشاعات المغرضة، ليتم الاتفاق في الأخير على قبول السكنات مع مراجعة بعض الملفات المتعلقة بالسكان المالكين للسكنات، في حين تقرر تأجيل ترحيل باقي السكان لغاية الانتهاء من التدقيق في الملفات وإعطاء مهلة للعائلات المقصية بغرض تحضير ملفاتها لدراستها، والتحكم أكثر في العملية فستتم عمليات الترحيل ليلا حتى لا تتسبب شاحنات نقل أمتعة المرحلين في أحداث اختناقات مرورية وهو ما يسهل الأمر على الأعوان المجندين لإنجاح العملية من أعوان البلديات والأمن والدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية. كما يتوقع أن يتم ترحيل 420 عائلة من حي النخيل ببلدية باش جراح غدا، أما سكان ديار الكاف وقاطنو الحي القصديري عبد القادر عبدون بباب الوادي وسكان ثانوية القبة والبالغ عددهم 440 عائلة سيرحلون يوم الثلاثاء ليأتي دور سكان مناخ فرنسا وسكان واد كنيس والعافية يوم الأربعاء لتنهي ولاية الجزائر عملية الترحيل بسكان ديار الشمس يوم الخميس القادم. ويذكر أن عملية الترحيل ال25 التي تدخل في إطار برنامج ولاية الجزائر الخاص بالقضاء على السكنات الهشة والقصدير بغرض تحسين صورة النسيج المعماري شهدت ترحيل قرابة ألف عائلة الأسبوع الفارط على أن تمس في الإجمال 13 حيا قديما وقصديريا تم ترحيل قاطنيهم إلى 36 حيا جديدا ببلديات كل من بئر توتة، درارية، عين البنيان، جسر قسنطينة وبئر خادم، وجندت مصالح ولاية الجزائر للعملية 9 آلاف عون بلدي وأكثر من ألفي شاحنة و70 حافلة.