دعا البروفيسور نافتي سليم كافة فئات المجتمع إلى ضرورة التلقيح ضد الأنفلونزة الموسمية وشدد على الفئات المصابة بأمراض مزمنة، وكذا فئة الأطفال والنساء الحوامل وذلك بالنظر إلى خطورة الفيروس الذي يعرف بسرعة الانتقال، واعتبر -في ذات السياق- أن الكمية المقدرة ب 1.5 مليون جرعة أحادية و60 ألف لقاح للأطفال غير كافية لتغطية الطلب على التلقيح، خاصة وأن موعد انطلاق التلقيح ضد الأنفلونزة الموسمية قد بدأ. وقال البروفيسور نافتي في ندوة صحفية عقدها -أمس- بمقر يومية المجاهد أن معهد باستور بالجزائر قد قام بتسليم أزيد من مليون جرعة لقاح من طراز الأنفلوزة العادية للمصالح الاستشفائية، وبائعي الجملة على مستوى 48 ولاية للشروع في حملة التلقيح ضد الزكام، بعد أن تم الإعلان عن انطلاقها في 16 أكتوبر، حيث قدر سعر اللقاح ب 566.85 دينار جزائري . وزوضح من جهة أخرى أنه على الرغم من أن الجزائر قد طلبت 2.060 مليون جرعة، منها 5,1 مليون جرعة أحادية و60 ألف لقاح للأطفال، غير أن هذه الكمية من الجرعات تظل غير كافية، لاسيما وأن تقديرات المنظمة العالمية للصحة تفيد بأن ما بين 250ألف إلى 500 ألف وفاة تسجل سنويا نتيجة الإصابة بالزكام الموسمي الحاد، دون الحديث عن اقتران هذا الأخير بأعباء مالية واقتصادية ترهق الدولة والمواطن على حد سواء كضياع أيام العمل، والتراجع في الإنتاجية بسبب تغيب العامل المصاب، وبالتالي -يضيف المتحدث- ''فإن مقدار الجرعات لا يغطي احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة، دون الحديث عن النساء الحوامل وباقي أفراد المجتمع من الذين يرغبون في حماية أنفسهم من الزكام الموسمي. كما تطرق البروفيسور نافتي إلى خطورة الأنفلونزة العادية وأهمية تكريس ثقافة التلقيح عند بداية موسم التلقيحات حيث قال ''تتمثل خطورة الأنفلونزة الموسمية في أن المتسبب فيها هو فيروس لا يستطيع العيش خارج الخلية، من أجل هذا نجد أنه يتميز بخاصية سرعة التنقل من شخص لآخر، وأن الفيروس الطفيلي يتغير بسرعة، الأمر الذي صعب مهمة إيجاد دواء قاتل له وظل الأمر مرتبطا ببعض الأدوية المقاومة لبعض الظواهر المصاحبة للأنفلونزة كالحمى، السعال وغيرها لذا يضيف المتحدث ''أشدد على ضرورة التلقيح لكل فئات المجتمع وضرورة عدم الاستهانة بهذا المرض الذي وإن لم يؤثر على البعض بحكم بنيتهم الجسدية الجيدة فإنه -في المقابل- قد يودي بحياة البعض، خاصة المصابين بأمراض مزمنة كمرضى السكري أو مرضى القلب، ولأن ثقافة التلقيح ضد الأنفلونزة الموسمية لا تزال محتشمة لدى عامة الناس بدافع الخوف من الآثار الجانبية الناجمة عنها، ناهيك عن احتمال الإصابة بالأنفلوزة حتى بوجود التلقيح، دعا إلى ضرورة تفعيلها لدى كبار السن والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، الأطفال الأقل من خمس سنوات وكذا النساء الحوامل، وضرورة التأكيد على أهمية التلقيح أيضا في الوسط المدرسي الذي يعتبر من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس ناهيك عن الوسط الصحي الذي تصل نسبة المعنيين بالتلقيح إلى 59? والعمل في ذات الوقت على تكثيف حملات التحسيس حول أهمية التلقيح من خلال إزالة المفاهيم الخاطئة حول التلقيح الذي يعتبر حماية لكل فرد من أفراد المجتمع''. وفي الأخير قال البروفيسور نافتي في انتظار أن تنتشر ثقافة التلقيح بين أفراد المجتمع، نناشد وزارة العمل والضمان الاجتماعي بضرورة أن يكون التلقيح مجانيا عوض العمل بمبدأ التعويض بالنسبة لفئات معينة كأصحاب الأمراض المزمنة.