تواصل طهران انتهاج نفس سياسة الشد والجذب مع الدول الغربية بخصوص معالجة ملفها النووي الذي أحدث أزمة على الساحة الدولية، فهي من جهة تعرب عن استعدادها للجلوس مجددا إلى طاولة التفاوض لتسوية هذه الازمة بالطرق السلمية لكنها لا تتوقف بالمقابل عن توجيه مزيد من رسائل التحدي والتحذير باتجاه الغرب. فقد دعت إيران أمس رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون إلى تحديد موعد ومكان لاستئناف المفاوضات المعطلة منذ عام بينها وبين ''مجموعة 5+''1 التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن وهي الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين إضافة إلى ألمانيا. وقال رامين مهمانبراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ''عندما يتم تحديد تاريخ ومكان إجراء المفاوضات من قبل اشتون فإن سعيد جليلي وفريق المفاوضين النوويين سوف يقدمون وجهة نظرهم، وخلال الاتصال سيكون هناك اتفاق نهائي'' بين الطرفين''.وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين وخاصة كبير المفاوضين سعيد جليلي ورئيس الدبلوماسية علي أكبر صالحي أكدوا استعداد إيران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع ''مجموعة 5+.''1 ولكن رئيسة الدبلوماسية الأوروبية رفضت الدعوة الإيرانية وقالت إن ''الكرة في الملعب الإيراني'' باعتبار أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر رد طهران على رسالته التي وجهها إلى القادة الإيرانيين شهر أكتوبر الماضي. وهي الرسالة التي طالبت من خلالها الدول الغربيةطهران بقبول عروضها للتفاوض على إثر تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية القرار الأخير الذي شكك في النوايا السلمية للبرنامج النووي الإيراني وأثار أزمة حادة بين طهران والوكالة الدولية. ويفهم أن الرفض الأوروبي جاء بقناعة ان إيران تريد أن تربح مزيدا من الوقت وهي التي أنتجت أولى صفائح اليورانيوم المخصبة في مفاعلاتها النووية. وهو ما جعل فرنسا تسعى إلى إقناع باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي لتبني سلسلة جديدة من العقوبات ضد إيران على غرار الولاياتالمتحدة. وتحاول فرنسا تغليب خيار العقوبات على المفاوضات خاصة وأن الدعوة الإيرانية تزامنت مع انتهاء اكبر مناورات عسكرية نفذتها إيران على مستوى مضيق هرمز، شملت تجارب إطلاق ثلاثة صواريخ مخصصة لإغراق القطع البحرية في رسالة تحد واضحة باتجاه الولاياتالمتحدة والتأكيد على قدرتها في إغلاق هذا المضيق الذي يعد شريانا حيويا للاقتصاد العالمي، كونه يضمن يوميا نقل 40 بالمئة من الصادرات النفطية العالمية. وصعدت إيران في الفترة الأخيرة من لهجتها ضد الولاياتالمتحدة بعدما حذر الجنرال عطاء الله صالحي قائد الجيش الإيراني من مغبة إعادة واشنطن لحاملة طائراتها ''جون سي ستينيس'' إلى الخليج.