اختارت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الاحتفال هذه السنة باليوم العالمي للمناطق الرطبة بمركز الصيد ببحيرة الرغاية بحضور الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد سيد أحمد فروخي، حيث يرتكز موضوع الاحتفال عبر جميع دول العالم حول السياحة في المناطق الرطبة التي تعد تجربة فريدة من نوعها واختير شعار ''السياحة المسؤولة لفائدة المناطق الرطبة والسكان''، وهو ما يدخل في إطار اتفاقية ''رامسار'' للأراضي والمناطق الرطبة وهي أقدم اتفاقية عالمية في مجال البيئة تعد إطارا للتعاون الدولي والقومي للحفاظ والاستعمال العقلاني للأراضي الرطبة تم اعتمادها سنة 1971 بمدينة ''رامسار'' الإيرانية، ودخلت حيز التنفيذ في 21 ديسمبر من سنة 1975 وهي الاتفاقية الدولية الوحيدة في مجال البيئة التي تعالج نظام بيئي خاص. وحسب بيان لوزارة الفلاحة تلقت ''المساء'' نسخة منه فقد قررت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الاحتفال بهذا اليوم عبر جميع ولايات الوطن من خلال إعطاء فرصة لإدارة الغابات والجمعيات الوطنية الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة لإطلاق عمليات توعية حول أهمية وفوائد المناطق الرطبة، لاسيما فيما يتعلق بالجانب السياحي نظرا للتنوع البيولوجي الذي تزخر به، بالإضافة إلى الدعم المالي الذي قد تستفيد منه من خلال المداخيل السياحية، وبهذه المناسبة سيتم تنظيم برنامج احتفالي ثري يتضمن معارض ومسابقات لصالح تلاميذ المدارس لمختلف الأطوار التعليمية، مع تنشيط محاضرات وموائد مستديرة من طرف خبراء عبر القنوات الإذاعية المحلية وبعض القاعات، بالإضافة إلى تنظيم خرجات ميدانية للتلاميذ إلى المناطق الرطبة، في حين ستكون الانطلاقة الرسمية للاحتفالات من بحيرة الرغاية بالجزائر. وبالنسبة لدعم الدولة لهذه المناطق أشار البيان إلى برنامج التجديد الفلاحي والريفي الذي سمح خلال المخطط الجاري ''2010/ ''2014 بتحديد 5 برامج وطنية لصالح عدد من المناطق الريفية وذلك من خلال حماية الأحواض المنحدرة، ومكافحة التصحر مع تأهيل وتوسيع المناطق الغابية واستصلاح الأراضي وحماية الأنظمة البيئية، من جهة أخرى اتخذت الجزائر خلال السنوات الأخيرة العديد من الإجراءات لحماية المناطق الرطبة من خلال تنفيذ اتفاقية ''رامسار'' منها تصنيف 50 موقعا جزائريا على موقع ''رامسار'' ذات أهمية دولية تغطي مساحة تزيد عن 9,2 مليون هكتار، ويجري حاليا عملية تصنيف 10 مواقع أخرى بهدف بلوغ رهان 5,3 ملايين هكتار من المناطق الرطبة المصنفة في المستقبل القريب. كما تم تسطير 28 مخططا لتسيير 50 موقعا مصنفا منها مخططان في طور التنفيذ مع إنشاء لجنة وطنية لوضع استراتيجية وطنية للتسيير المستدام للأراضي الرطبة، ونظرا للموقع الجغرافي للجزائر وتنوع مناخها فهي تزخر بتنوع بيئي هام في مجال المناطق الرطبة وهي التي تعد من بين أكثر الموارد القيمة من حيث التنوع البيولوجي والإنتاج الطبيعي، وهو ما يوفر العديد من فرص العمل المولدة للأنشطة الفلاحية وتربية المائيات. كما أن المناطق الرطبة مصنفة من طرف اتفاقية ''رامسار'' في خانة المواقع التي يكثر فيها الاكتشاف والأكثر طلبا للاسترخاء والترفيه وهي مناطق المناسبة لصيد وركوب القوارب، مع العلم أن الجزائر انضمت إلى الاتفاقية سنة 1982 وهي التي تعد معاهدة ما بين الحكومات توفر إطارا للتعاون الدولي في مجال الحفاظ والاستخدام الحكيم للمناطق الرطبة، تضم اليوم 159 عضوا وسجلت 1882 منطقة رطبة في قائمة ''رامسار'' للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية وتغطي مساحة إجمالية تقدر ب185 مليون هكتار.