أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد إسماعيل ميمون أمس من ولاية البليدة استعداده لمد جسور التعاون والشراكة بين قطاع السياحة والجامعة بغرض الاستفادة من الدراسات والبحوث التي تصب في دعم مسار تحسين المقصد السياحي وتنويع الخدمات المقترحة على السياح، مبديا تفاؤله من تسجيل اهتمام الباحثين بالقطاع السياحي ورهاناته وهو ما يدل على عودة القطاع إلى الواجهة، بالإضافة إلى تفتح الجامعة على كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للبلاد. كما استعرض وزير القطاع خلال إشرافه على افتتاح الندوة الدولية بجامعة سعد دحلب بولاية البليدة حول موضوع '' السياحة رهان للتنمية المستدامة'' نتائج الندوتين الدوليتين من تنظيم المنظمة العالمية للسياحة، حيث خصصت الأولى لدراسة موضوع السياحة الجبلية والثانية لموضوع ''مستقبل السياحة بحوض البحر الأبيض المتوسط''، وبالمناسبة أكد الخبراء أن سنة 2012 ستشهد مليار سائح بعدما كان هذا الرقم لا يزيد عن 980 مليون سائح السنة الفارطة وذلك بالرغم من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة. كما ان الدراسات الاستشرافية تشير إلى أن التدفقات السياحية العالمية ستصل إلى 4,1 مليار سائح في مطلع سنة 2020 بفضل انتشار أكثر فأكثر لثقافة العطل والترفية، وبروز دول صاعدة كأسواق جديدة مصدّرة للسياح مثل البرازيل والهند الصين، مع تطور قطاع السياحية تماشيا وانتشار تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، علما أن النشاط السياحي يشكل 10 بالمائة من الناتج الداخلي الخام العالمي كما ان واحدا من بين 10 مناصب شغل مصدره قطاع السياحة. أما فيما يخص المنطقة التي ننتمي إليها والتي تعد أكبر فضاء مستقبل للسياح في العالم فيقول الوزير أنها سجلت منذ مطلع السنة الجارية استقبال حوالي 360 مليون زائر مما يعادل 26 بالمائة من مجموع التدفقات العالمية وحققت عائدات تناهز 215 مليار دولار مما يعادل ربع العائدات العالمية، وبما ان الجزائر تقع ضمن منطقة البحر الأبيض المتوسط فيجب ان ''نعمل جاهدين على تسخير قطاع السياحة لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. بالمقابل ألح ممثل الحكومة أمام الأساتذة الجامعيين والطلبة على ضرورة عدم الافتخار بجمال الجزائر لأنه لا يكفي للنهوض بالسياحة ببلادنا، بل يبقى مرهونا بمدى قدرتنا على تحويل القدرات السياحية من مادة خام إلى عروض ومنتجات سياحية ذات مواصفات معمول بها دوليا وقابلة لإغراء الأسواق الدولية، وعليه فإن الجزائر تتوجه بخطى ثابتة نحو النهوض بسياحتها والسلطات العمومية عازمة على العمل بدون هوادة لتوفير كل الشروط الضرورية لإبراز مقصد سياحي قادر على سد حاجيات المواطنين فيما يخص السياحة الداخلية مع تلبية رغبات وميولات الأسواق الدولية.