قدم الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، أمس، تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي تضمن آخر تطورات الوضع في هذا البلد ثلاثة أيام منذ تعليق مهمة البعثة بسبب مخاوف أمنية. وناقش أعضاء مجلس الأمن تقرير مود الذي سيتم على أساسه تحديد مصير بعثة المراقبين إما بمواصلة عملها في سوريا أو بسحبها بعد أن تصاعدت حدة أعمال العنف، بشكل أصبح يهدد حياة الملاحظين الدوليين. واجتمع الجنرال مود ورئيس فريق حفظ السلام الأممي هيرف لاسوس مع 15 سفيرا في مجلس الأمن في جلسة لإطلاعهم على تقييمهما حول حالة العنف المتبادلة من جانب قوات الحكومة والمعارضة في الآونة الأخيرة والتي أدت إلى تعليق جولات مود وأنشطة 300 مراقب. وكان مود قد أكد أن وتيرة العنف في سوريا أعاقت مهمة البعثة على المراقبة وحدت من القدرة على المساعدة في تواصل الحوار بين الأطراف المختلفة لضمان الاستقرار. وأكد أن المراقبين تعرضوا لمخاطر في الأيام العشرة الماضية نتيجة تصاعد وتيرة أعمال العنف مشيرا إلى أن السوريين بمن فيهم المدنيين يعانون كثيرا وبعضهم محاصر جراء العمليات العسكرية. ومن المقرر أن تنتهي مهمة بعثة المراقبين الدوليين في 20 جويلية القادم ولكن عديد الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا اعتبرت أنه يمكن إنهاء مهمتها قبل هذا الموعد في حال استمرار أعمال العنف بنفس الحدة التي تشهدها مختلف أنحاء سوريا في الوقت الحالي. ولقي ما لا يقل عن 3300 شخص مصرعهم منذ انتشار أعضاء البعثة منتصف أفريل الماضي، مما يؤكد فشلها في أداء مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار المعلن عنه بين الفرقاء السوريين والذي كان من المفروض أن يكون أول خطوة في تنفيذ خطة التسوية التي طرحها الوسيط الدولي كوفي عنان لاحتواء وضع دام في سوريا. وفي انتظار ما ستسفر عنه نقاشات أعضاء مجلس الأمن؛ توصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أرضية توافقية بشأن تسوية الأزمة السورية التي عكرت صفو العلاقات بين واشنطنوموسكو خلال الأشهر الأخيرة الماضية. وذكر بيان مشترك للرئيسين على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة أول أمس بمدينة لوس كابوس المكسيكية أن الجانبين دعيا إلى وقف فوري لأعمال العنف واتفقا على ضرورة أن يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله بطريقة مستقلة وديمقراطية. وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لإقناع موسكو بتشديد العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قال الرئيس أوباما إنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس بوتين حول الحاجة إلى مسار سياسي في سوريا من أجل تفادي حرب أهلية. والموقف نفسه عبر عنه الرئيس الروسي الذي أكد أنه توصل إلى عديد النقاط التوافقية مع نظيره الأمريكي، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس بوتين إن «روسيا والولايات المتحدة مقتنعتان بضرورة التزام النظام والمعارضة بخيار الجلوس إلى طاولة المفاوضات واعتبار أن تسوية الأزمة من جانب واحد ليس بالأمر المنطقي».