التقى نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، بالأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي المشترك إلى سوريا بالعاصمة القاهرة لبحث آخر مستجدات الأزمة السورية والجهود المبذولة لاحتوائها سلميا. وقالت مصادر مطلعة أن الإبراهيمي أطلع العربي على نتائج جولاته الأخيرة في عدد من العواصم العربية والأجنبية للدفع قدما نحو إيجاد حل سلمي لأزمة دامية تأكد بعد قرابة العامين من اندلاعها أنه لا يمكن احتواؤها عسكريا. وهو ما جعل الأطراف المعنية بهذه الأزمة سواء منها المباشرة أو غير المباشرة تقتنع بضرورة تغليب الخيار التفاوضي على التدخل العسكري وشرعت في مساع حثيثة لإطلاق المسار السلمي في سوريا. وحتى الجامعة العربية التي كانت من بين أشد الداعمين للحل العسكري تراجعت هي الأخرى عن موقفها المبدئي بعد أن رحبت باقتراح احمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف المعارضة السورية الدخول في مفاوضات مع دمشق بهدف حقن دماء السوريين. وانضمت الجامعة العربية إلى الولاياتالمتحدة التي كانت من بين المرحبين الأوائل بمبادرة الخطيب حتى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما وفريقه الحكومي رفضا فكرة تسليح المعارضة السورية مخافة أن ينعكس ذلك سلبا على امن إسرائيل ويهدد مصالحها في المنطقة. ولكن روسيا الحليف التقليدي لدمشق اعتبرت قرار واشنطن بعدم تسليح المعارضة السورية لا يعفيها من مسؤولية ما يجري في هذا البلد. وقال فتيالي تشوركين مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة إن “موقف الولاياتالمتحدة المعلن حول عدم قيامها بتسليح المعارضة السورية لا يعفيها من مسؤولية ما يجري هناك”. وأضاف إنه “من المحتمل أن الولاياتالمتحدة بدأت تدرك قبل غيرها من حلفائها الغربيين أن الأحداث تأخذ منعطفا خطيرا بعد أن اتضح أن السيناريو الأصلي أي الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وانتصار الديمقراطية خلال شهرين غير واقعي وبعيد عن الوضع الحقيقي في البلاد”. وحمل مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة بطريقة ضمنية الولاياتالمتحدة جزءا من مسؤولية استمرار الأزمة السورية عندما قال انه “لو انتهجت واشنطن سياسة صارمة في هذا الشأن لاستطاعت استخدام تأثيرها على الدول التي تزود المعارضة السورية بالسلاح”. والإشارة هنا واضحة باتجاه قطر التي أكدت عدة تقارير أنها من اكبر الدول الداعمة للمعارضة السورية بالسلاح والمال. وأضاف “لذا فإن تصريحاتهم بأنهم غير متورطين في ذلك لا تبعد عنهم المسؤولية الكاملة عما يحدث في سوريا وعما يصدر عن المعارضة المسلحة من تصرفات”. وبينما تتجه الأمور باتجاه تغليب الحل التفاوضي جدد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي موقف دمشق المنفتح على كل القوى الراغبة في الانخراط والمشاركة في العملية السياسية على أسس الحوار والتشاركية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد. جاء ذلك خلال لقاء اللجنة الوزارية المكلفة بتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة الذي طرحه الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا مع عمر أوسى رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين وأعضاء اللجنة القيادية للمبادرة. وعرض رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الإجراءات التي قامت بها حكومته لتنفيذ بنود المرحلة التحضيرية لعملية الحوار الوطني. وقال “إن المكون الكردي يعد مكونا أساسيا من مكونات الحياة الوطنية السورية “. من جانبه، أكد أوسى انفتاح المبادرة الوطنية للأكراد السوريين على البرنامج السياسي لحل الأزمة فى سوريا والانخراط في العملية السياسية والمساهمة في دعم الحوار الوطني والمصالحة الوطنية. وأكد على ضرورة مشاركة الأكراد السوريين ودمجهم فى الحياة الوطنية السورية بشكل فعال وفي جميع المؤسسات الوطنية والاهتمام بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كل المناطق والمحافظات السورية. وكان التيار الوطني لإنقاذ سوريا دعا إلى الحوار الوطني بين السوريين وعلى أرض وطنهم باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة والحفاظ على وحدة البلاد.