يقول مثل متداول في المشرق العربي: ”يذوب الثلج ويبان المرج”، ويقول المثل الجزائري: ”يطلع النهار ويبان لمخبش”، وهاهو ثلج ما يسمى ب ”الربيع العربي” بعد مضي ما يقارب ثلاث سنوات، بدأ في الذوبان وشيئا فشيئا بدأت تظهر الحقائق ساطعة، تنطح الذين لم يقتنعوا بنظرية المؤامرة، وكان معتقدهم بأن ماجرى من حراك عربي كان عفويا، ومن منطلق المطالبة بالإصلاح وتطبيق الديمقراطية، ولا علاقة له بأطراف خارجية. ففي كتاب صدر أخيرا بفرنسا، من تأليف الصحافيين الفرنسيين نيكولا بو وجاك ماري بورجيه، يشكف أن قصة الربيع العربي مؤامرة حيكت بدقة في الغرف السوداء، التي تشرف عليها إسرائيل وترعاها الولاياتالمتحدة بدعم من بعض الدول العربية، منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. هذا الكتاب عرضه الكاتب والصحفي سامي كليب بصحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 13/ 05/ 2013. ويتضمن مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار، ويعتمد على العديد من المقابلات، ويثبت بأن ما يسمى ”الربيع العربي” صناعة غربية مدعمة ببعض الدول العربية، ويتطرق إلى الفترة التي اتخذت فيها أمريكا قرارا بتغيير الوطن العربي عبر”ثورات ناعمة”، من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وكيف جرت الأمور في تونس، وكيف كانت الثورة في ليبيا وقتل العقيد معمر القذافي، ثم الفبركات الإعلامية التي كانت تروج لها بعض الفضائيات العربية. وحسب الصحافي سامي كليب، فإن الكتاب سيثير ضجة في فرنسا والخارج. وبعد أن بان المرج، ألا يجعلنا كل ذلك نشك في أنّ ما يجري بجنوبنا مدبر له من أطراف خارجية، استغلت بعض معاناة الشباب وعفويتهم وقلة تجربتهم؟.