أعطيت، سهرة الخميس إلى الجمعة، إشارة انطلاق فعاليات الطبعة الخامسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي بالمسرح الجديد، وسط إقبال كبير للجمهور الذي تعود على متابعة الحدث كل سنة. وخلال السهرة حرص المنظمون على توفير شروط متابعة هذا الحدث السنوي الذي ستمتد فعالياته إلى غاية الرابع جويلية المقبل. وقد استحضرت فرقة الرفاعة الفلكلورية كتعبير عن روح الانتماء في هذا المهرجان الذي يعد رافدا حضاريا يمثل همزة وصل بين تراث المنطقة وإيصال صورة الجزائر من خلال وظائفه. ففي لحظات الوعي بالشعور والحس المرهف استطاعت الفرقة أن تنقل الحضور للغور في تاريخ المنطقة في لحظات حولت المدينة إلى عاصمة للثقافة والفن في ليلة فرح كان فيها الحيز كافيا للبوح بأسرار بقايا مدينة تفاعلت مع الحدث الفني الذي أصبح قبلة تحج إليها الحناجر كل سنة من كل حدب وصوب. وعلى وقع النغمة الأصيلة استحضرت فرقة الرفاعة التي دوت سماء ثاموقادي التراث الذي حول الركح إلى لمسات فنية لتشكل تحفة تدغدغ شعور الشباب الذي تفاعل مع التراث عندما خرج من الحبال الصوتية ليختصر الآصالة في سويعات الفرح. ولم يكن اقتراح محافظة المهرجان اعتباطيا في هذه السهرة التي ضمت باقة جزائرية متنوعة الطبوع احتفاء بعيدي الإستقلال والشباب وجاءت المبادرة لتضفي جمالية في الديكور الذي انسجم فوق المنصة التي تحولت إلى تاريخ يتحرك عندما سكنت النفوس للدبكة الجبلية السورية واعتلى المنصة الفنان السوري وفيق حبيب الذي حرك الوجدان العربي واستطاع في حيز زمني قصير أن يكسب ود الجمهور الذي تفاعل مع أعماله القديمة والجديدة منها رائعة ”عبد القادر يا بوعلام” فحول الركح إلى فضاء راقص في أزيد من ساعة من الزمن في أداء متميز جدد من خلاله روح التماسك والروابط التي تجمع الشعبين الجزائري والسوري. كما فسح المجال ”للشاب جلول مارقا” الذي أطرب الجمهور وردد معه أغانيه على غرار ”سالت دمعة”، إلى جانب ذلك اقترحت الفنانة القبائلية وردية باقة من أغانيها على الجمهور الذي جست نبضه من خلال الأغنية الشهيرة للفنان إيدير ”افا فا اينوفا” قبل أن تكتشفه عن قرب بعدما ألفت حضور المهرجان مسجلة ثالث حضور لها أمام جمهور تفاعل لأدائها. أما عبدو درياسة الذي استحضر روائع والده وأخرى له جسدت عمليا حس هذا الفنان الذي استدرج الجمهور إلى الفن الراقي شأنه شأن نادية قرفي ونصر الدين الذي مثل اللون الشاوي في هذه السهرة وكان محمد لمين الذي خاض في اللون الرايوي أطرب جمهوره الذواق من الشباب الذي رددوا معه أغانيه المشهورة.