دعت المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم، إلى ضرورة وعي المواطن بأهمية السلم الاجتماعي في دفع عجلة التنمية، داعية إلى المزيد من الوحدة والاتحاد بين أفراد الشعب، لمواجهة التحديات والرهانات المستقبلية. وأكدت رئيسة المنظمة، السيدة فاطمة الزهراء بوصبع، في ندوة صحفية نشطتها أمس السبت بقاعة المحاضرات بمنتدى جريدة ”المجاهد” بالعاصمة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلم المصادف ل21 سبتمبر من كل سنة، على ضرورة توحيد جهود الجميع بمختلف مستوياتهم لصون نعمة السلم الاجتماعي التي ضحّى من أجلها الكثير. وأوضحت السيدة بوصبع، أنّ قيمة السلم الاجتماعي الذي تنعم به الجزائر لم يأت بمحض الصدفة وإنّما من خلال التضحيات الجسام التي قدّمتها الجزائر لأكثر من عشرية من الزمن، داعية لعدم التنكّر لمثل هذه التضحيات التي لولاها لما تمكّنت البلاد من استرجاع أمنها وسلمها واستقرارها. وقالت المتحدثة في هذا الإطار، إنه ”يتعين علينا كمواطنين ومناضلين في صفوف الحركة الجمعوية، أن نغرس ثقافة احترام السلم الاجتماعي بترقية مبادئها لجعلها حصنا منيعا للأجيال القادمة..” ومن جهة أخرى، ذكرت رئيسة الجمعية بالمسابقة الترفيهية التي تعتزم هذه الحركة الجمعوية تنظيمها تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للسلم، الذي اختير له تاريخ 21 سبتمبر، موضحة أن هذه المسابقة المتمثلة في تصميم أحسن رسم وكتابة أحسن قصة لفائدة الأطفال، تعدّ خطوة بسيطة من شأنها المساهمة في ترقية ثقافة السلم وتوعية المواطن بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في حماية هذه القيم السامية، خاصة العمل على زيادة التفاعل والاحتكاك بين فئات الشباب عبر هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها بالنسبة للمنظمة. كما أضافت، أن هذه المسابقة وجهت للأطفال والشباب من 15 إلى 25 سنة، الذين بإمكانهم التعبير عن انطباعاتهم وتصوراتهم حول قيمة السلم الاجتماعي في الجزائر وخارج الوطن (العالم العربي). مشيرة إلى أنها فرصة هامة للتحسيس بخطورة المرحلة التي يعيشها العالم العربي المضطهد من قبل قوة عالمية، بهدف تكريس إرادة الشعوب، بالإضافة لكونها محطة سانحة لاكتشاف المواهب الجديدة. وبدوره، دعا المحامي الدولي، السيد صويلح بوجمعة، في تدخل مقتضب إلى ضرورة إشراك كافة شرائح المجتمع بما فيها منظمات المجتمع المدني، في مسيرة الحفاظ على قيم السلم والأمن، باعتبارها حق من حقوق المواطنة وحقوق الإنسان، إلى جانب الحق في العيش الكريم بعيدا عن الحروب والنزاعات. وأكد المحامي في هذا الإطار، أن الجزائر دفعت الغالي والنفيس من أجل استرجاع قيمة السلم والمصالحة لأكثر من عشرية كاملة، مشددا على ضرورة وفاء جيل اليوم لمثل هذه التضحيات، والحرص على الدفاع عن الجزائر ضد المؤامرات التي تحاك ضدها. وللإشارة، تأسست المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم سنة 2008، وهي منظمة جمعوية تسعى لترسيخ ثقافة السلم والمصالحة بين أفراد المجتمع والجمعيات الوطنية والمحلية، كما تعمل على تكثيف جهودها لمحاربة كافة الآفات الاجتماعية وترقية النشاطات الثقافية، قصد الخروج باستراتيجية محكمة لفتح أبواب الحوار والتشاور من أجل المصالحة الوطنية داخل المجتمع.