صوت فني مميز، عُرف بأدائه للأغاني الاجتماعية، العاطفية والتراثية بالقصبة التي شاركته في العشرات من الحفلات داخل وخارج الوطن، يستعد اليوم الشيخ كمال النمري لتقديم عمل فني جديد يحمل الكثير من التجديد ويغترف من الخزانة التراثية في نفس الوقت، التقته “المساء” على هامش مشاركته في مهرجان الأغنية السطايفية ونقلت لكم هذه الدردشة. مرحبا بك في مدينة سطيف وفي مهرجانها السنوي.. شكرا جزيلا، أنا سعيد بتواجدي في هذه المدينة التاريخية المضيافة وسعادتي أكبر وأنا أشارك في مهرجانها السنوي الخاص بالأغنية السطايفية، الذي أتمنى من صميم القلب أن يرسم مهرجانا وطنيا، وتحذف كلمة المهرجان المحلي من شعاره، هكذا يفتح المجال للجميع دون إقصاء أو استثناء.
أين هو كمال النمري، بصراحة لا نراه إلا في المناسبات؟ بالعكس، أنا حاضر في سائر أيام السنة، بالإضافة إلى مشاركتي في جميع التظاهرات الثقافية والمهرجانات عبر كامل التراب الوطني، تواجدي دائم في الحفلات والأعراس، المهم أنني حاضر ولا يمكنني الاستغناء عن الميكروفون..
وماذا عن جديدك الفني؟ أنا بصدد وضع آخر اللمسات على عمل جديد عبارة عن ألبوم يحتوي على ثماني أغاني، نصفها مقتبس من بعض الأغاني التراثية القديمة، والنصف الآخر جديد من كلماتي وتلحيني، هذا العمل يرتقب أن ينزل إلى السوق عن قريب بحول الله، بعد ضبط جميع الأمور..
وهل لنا أن نعرف عنوان الألبوم؟ الأفضل أن لا نستبق الأحداث، لنترك الأمور إلى وقتها حتى تكون أحسن مفاجأة أقدمها لجمهوري وعشاقي الذين يتساءلون كل مرة عن سر عدم صدور أي عمل جديد خاص بكمال النمري، المهم كما سبق لي أن ذكرت، هناك عمل جديد سيرى النور عن قريب، وأنا على يقين بأنه سيكون في مستوى تطلعات جمهوري من المتذوقين..
هل وظفت في الألبوم الجديد آلة القصبة، كما يعرف عليك؟ للأسف الشديد، هذه المرة اعتمدت على الآلات الموسيقية العصرية في كل الأغاني، لا يعني هذا أنني تخليت عن آلة القصبة، بالعكس لأن لها خصائصها، مميزاتها وجمهورها الواسع حتى خارج الوطن، أردت في الألبوم الجديد بمعية صاحب استديو التسجيل، الاعتماد على الآلات الموسيقية العصرية، تماشيا مع متطلبات السوق الفنية لا أكثر ولا أقل، وهنا أريد أن أوضح شيئا مهما؛ أنا من الفنانين الذين يرحبون بالملاحظات، أي أكون جد سعيد عندما توجه لي انتقادات، شريطة أن تكون بناءة، ولا أحبذ المجاملة والمبالغة التي غالبا ما تنعكس بالسلب على الفنان ومستقبله.
وماذا عن مهرجان الأغنية السطايفية؟ قد أبالغ إن قلت لك أنني من بين الفنانين القلائل، إن لم أكن الوحيد الذي حظي بالدعوة للمشاركة في جميع طبعاته منذ البداية إلى يومنا، ما اعتبره شخصيا شرفا عظيما لي، وبهذه المناسبة لا يفوتني أن أتقدم بكامل تشكراتي إلى القائمين عليه، متمنيا لهم التوفيق في عملهم الرامي بالدرجة الأولى إلى اكتشاف المواهب الشابة، والحفاظ على هذا الموروث الثقافي الضارب في أعماق التاريخ.
قلت بأن هذا المهرجان يسمح باكتشاف المواهب، نحن اليوم في الطبعة السادسة، والكل يتساءل؛ أين هم فرسان أو أصحاب المراتب الأولى في الطبعات السابقة؟ سؤالك في محله، أشاطرك الرأي ويمكن القول بأن هناك المئات من الشبان المؤدين للأغنية السطايفية، ولم يسعفهم الحظ للمشاركة في المسابقة، المشكل اليوم ليس في تنظيم مهرجانات، أو إعطاء الفرصة لهذه الأصوات قصد الكشف عن إمكانياتها وقدراتها، المشكلة تكمن في غياب المنتجين، ثمة العشرات من الشباب الذين لديهم ألبومات جاهزة كلمات وتلحينا، وفي ظل رفض أصحاب الاستوديوهات التسجيل، ذهبت هذه الأعمال في مهب الريح.
أين هي مكانة الأغنية السطايفية على مستوى الساحة الفنية؟ أعتقد أن الطابع السطايفي ليس بحاجة إلى تعريف أو دعاية تروج له، حتى يجد مكانته على مستوى الساحة الفنية، فالأغنية السطايفية فرضت مكانتها منذ الأزل، ولم تعد حكرا على فناني سطيف وما جاورها، بدليل أنها تُؤدى في جميع ربوع الوطن، وحتى لدى الأشقاء بتونس.