تشهد علمية استخراج الحجارة ببلديات ولاية تيزي وزو خلال السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا، خاصة من طرف الفئات الشابة التي تقضي معظم أوقاتها في البحث بين المرتفعات الصخرية بغابات الولاية وبالأخص منطقة اعكوران، حيث تشكل هذه المادة مصدر رزق العديد من العائلات، إلا أنه ورغم كون عملية استخراج الحجارة عملا شاقا.. إلا أنه وبالنظر لنسبة البطالة المسجلة بالولاية والتي تفوق 50 بالقرى والمناطق النائية، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام الشباب حيث ينضم شهريا إن لم نقل يوميا شباب المنطقة البطال إلى هذه المهنة بأعداد كبيرة بحثا عن مدخول يوفر حاجياتهم يسد رمق عائلاتهم، ويقول »م.ن« 24 سنة بدأت هذه المهنة منذ أزيد من 3 سنوات، فرغم مخاطرها إلا أنني أغامر في سبيل كسب لقمة العيش ويضيف »ك.ر« 21 سنة يكفي الأكل جيدا وشرب كميات معتبرة من الحليب مساء كل يوم بعد العودة من العمل لأسترد عافيتي. ولكن لهذه المهنة بعض المخاطر فالغبار المتطاير عند كسر الحجارة وتقسيمها يعيق العملية التنفسية مع الوقت، وكذا عمل الرئتين زيادة على أن العملية غالبا ما تحدث إنجرافات التربة التي تسبب في انهيار وانجراف مرتفعات كما تؤدي إلى سقوط اشجار غالبا ما تكون نتائجها هلاك الاشخاص. وعملية استخراج الحجارة لاتعرف وقتا معينا فالبحث يتواصل دائما على أمل العثور على الحجر الوردي الذي يكسب صاحبه المال الوفير فأثمان الحجارة تختلف باختلاف ألوانها التي تتراوح بين 65 دينار إلى 135 دينار للوحدة. فنجد البيضاء بثمن 65دج، فيما تتراوح ثمن الصفراد بين 70 الى 85 دج وأما المختلطة فهي تباع ما بين 90 دج إلى 100 دج للوحدة وتصل حدود 135 دج للحجارة الوردية، هذه الأخيرة التي يكثر الطلب عليها بالنظر لما تضفيه على واجهات المنازل من بهاء وجمال. وحسب ما كشفه لنا أصحاب التجربة في هذه المهنة فإن عملية الزخرفة بالحجارة تعود إلى الشاوية الذين يعتبرون أول من استعمل هذه الحجارة للزخرفة وقد توسعت العملية ليتخذها شباب الولاية كمهنة ومصدر رزق لهم فالزائر للولاية وعلى امتداد الطريق الوطني رقم 12 تستقطب نظره أنواع الحجارة المعروضة على قارعة الطروقات. وقد تمكن من خلال ذلك سكان الولاية من تعلم هذه الحرفة التي انتقلت من شخص إلى آخر وركز عليها الشباب خاصة شباب اعكوران، أعزازقة، ايجار، ايفيغا وحتى أسيف الحمام بأدكار وغيرها من المناطق بالولاية. ويخلص المدعو »أ.ت« 34 سنة بقوله »إن المخاطرة في مثل هذه المهنة، ليست إلا هروبا من مخاطر الوقوع في بعض الآفات الاجتماعية التي تغرر بالشباب وتدفع بهم إلى طريق السوء.