طرحت نوال ماما، أخصائية نفسانية تخصص علم النفس المدرسي ومنسقة اجتماعية للأقسام المدمجة بالعاصمة، ونحن نحيي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، إشكالية صعوبات التعلم التي تطرح بشدة بالنسبة لشريحة المصابين بمتلازمة داون، وقالت: “يحق للأطفال المصابين بالتريزوميا الحصول على أقسام بالمؤسسات التربوية العادية لمزاولة التعليم، شأنهم شأن الأطفال العاديين”. ترى الأخصائية النفسانية نوال، بالنظر إلى تجربتها القصيرة مع هذه الفئة المحبة للتعلم، رغم ما تعانيه من صعوبات في الاستيعاب، أن كل المؤسسات التربوية ترفض استقبال هؤلاء الأطفال رغم وجود تعليمة مشتركة بين وزارة التربية ووزارة التضامن، مفادها تخصيص الأقسام الشاغرة لفئة التريزوميا ممن يبدون قدرة على مواصلة التعلم بعد اجتيازهم الطور التحضيري، من ناحية، ومن جهة أخرى ترى الأخصائية نوال أنه من الواجب تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأطفال العاديين وأطفال التريزوميا من حيث أدوات التمدرس، إذ يحتاجون إلى بعض الأدوات التربوية التي تمكن المعلمين من تلقينهم المعلومة، بالربط بين الحرف والصورة، أو ما يصطلح على تسميته ب “الدال والمدلول”، مع وجوب توفير بعض الأدوات الملموسة، لأن هؤلاء الأطفال لا يمكنهم الاعتماد على ما هو مجرد، إنما يبنون معارفهم على عملية اللمس بسبب نقص الإدراك لديهم”. من بين الصعوبات التي يواجهها بعض المصابين بالتريزوميا، بعد أن يتم قبول تمدرسهم؛ حرمانهم من بعض الحقوق رغم تصنيفهم على أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل الإطعام، كي لا يحدث تواصل بينهم وبين الأطفال العاديين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الأخصائية نوال ودفعها إلى رفع بعض التقارير إلى الجهات المعنية، من منطلق أن حق التمدرس مكفول دستوريا لكل الأطفال بدون استثناء، ولأن بعض المصابين بمتلازمة داون أثبتوا قدرتهم على التفوق ولا يختلفون كثيرا عن الأطفال العاديين، والنتيجة أثمرت جهود الأخصائية النفسانية بأن استجابت مديرية الوسط ممثلة في مصباح سليماني الذي بادر بإلزام المديرين على مستوى العاصمة بوجوب تمكين الأطفال المصابين بالتريزوميا من الحصول على وجبة الإفطار. وتعتقد الأخصائية النفسانية أن الأطفال المصابين بالتريزوميا حقيقية يعتبرون من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن في المقابل، تقول بأن لديهم قابلية عجيبة للتعلم رغم ما يعانونه من بطء راجع إلى الذاكرة، ومن ثمة تؤكد أنه آن الأوان لمديري بعض المدارس أن يلتزموا بتطبيق فحوى القرار والسماح باستغلال الأقسام الشاغرة لهذه الشريحة، ويغيروا نظرتهم لها من منطلق أن مكانها هو المراكز المتخصصة وليس المؤسسات التعليمية، وفيما يخص المجتمع، تدعوا الأخصائية نوال إلى عدم اعتبار هذه الفئة معاقة لأنها تمتلك قدرات تستحق الاحترام والتشجيع، وعلى الأولياء تضيف بذل الكثير من الجهد لحمل المجتمع على تقبلهم من خلال الاهتمام أكثر فأكثر بهم، ويكافحوا لبناء شخصية أبنائهم وتنمية مهاراتهم الاتصالية تحديدا.