مارغريدا في ال 16 ربيعا، تقع ضحية قرار دولتها في تنظيف شوارع الموزمبيق من العاهرات وبيوت الدعارة عام 1975، ورُحلت إلى معسكرات لإعادة التأهيل في شمال البلاد.. إنّها القصة التي تناولها المخرج البرازيلي ليتشينيو أزفيدو، واستهدف فيها المفارقة بين مبادئ الثورة الاشتراكية والظلم الذي تعرّضت له مجموعة النساء في عمله السينمائي ”مارغاريدا العذراء”. الفيلم المشارك ضمن مهرجان الجزائر الدولي للسينما يمثّل قصصا حقيقية لنساء قويات متحدات وثائرات ضدّ الظلم، أبرزها المخرج البرازيلي ليتشينيو أزفيدو، وقعنّ ضحايا لنظام اشتراكي خاطئ، وصوّر حياتهن داخل معسكر لإعادة التأهيل شمال البلاد، ميّزته الأشغال الشاقة والتدريبات الصارمة التي فرضها الثوّار عليهن. المخرج أزفيدو المقيم في الموزمبيق، الذي عرض عمله سهرة أول أمس بقاعة ”الموڤار”، طرح فكرة مهمة تتعلّق بكيفية تصحيح حياة صعبة لنساء يقبعن داخل معسكرات لإعادة التربية شبيهة بالسجن، يسودها التعذيب وفرض الأعمال الشاقة والتأديب التعسفي، بهدف تحويلهن إلى ”نساء جديدات” في المجتمع سواء كأمهات أو كزوجات لهن مهن أنثوية وتخدمن الشعب على غرار نظرائهن الرجال، وبالتالي إيجاد ذهنيات جديدة وهي المبادئ التي نادى بها النظام الاشتراكي الذي تبناه الثوار بعد رحيل الاستعمار البرتغالي سنة 1975. يسقط الفيلم مشاهد تبرز القمع العشوائي الممارس من قبل الحارسات وجيش الحكومة القائم، ويتبني تلك الأفكار التي لا تخلو من النرجسية، ومن جهة أخرى يستعرض الفيلم جانبا آخر مشرقا لهذه النساء اللواتي تسلحن بالشجاعة والقوة والاتحاد لتجاوز مختلف العقبات التي واجهتهن خلال الحقبة السوداء، حيث دافعن بشراسة عن شرفهن وتحررهن. وسلّط المخرج الضوء على هذه الفترة التي قامت فيها حكومة ”فريليمو” بتنظيف شوارع العاصمة من العاهرات وبيوت الدعارة وأرسلت الآلاف منهن إلى مراكز معزولة شمال البلاد حتى تمحى بسرعة الآثار التي خلّفها الاستعمار، حيث مست العملية معظم النساء بمن فيهن الشريفات وطبقت عليهن عقوبات وقوانين صارمة كانت جدّ قاسية استمرّت سنتين، فقد تم اعتقال زهاء 500 إمرأة، من بينهن الفتاة ”مارغاريدا”، التي وجدت نفسها عن طريق الخطأ وسط نسوة لا تشبههن. «مارغاريدا” الفتاة البسيطة، جاءت من الريف إلى المدينة لشراء جهاز عرسها ولم تكن حينها تحمل أوراق هويتها مما جعل عساكر الحكومة يعتقلونها، فكان منعرجا غيرّ حياتها وهدم أحلامها فكونها عذراء زاد من أطماع المحيطين بها، لكن تمكّنت المعتقلات من حمايتها طوال فترة الاعتقال واستطعن أن يفرجنّ عنها، حيث قدمن اعترافات جريئة للقائدة ”جوانا” بضرورة إطلاق سراحها، وخلال زيارة تفتيش القائد لمخيم الاعتقال تم تبرئة ”مارغاريدا” وأنّ اعتقالها باطل وغير شرعي باعتبارها فتاة شريفة، فاقتنع القائد بذلك وقرّر الإفراج عنها. لكن ما حدث هو أنّه حينما نقلها إلى المدينة قام باغتصابها بوحشية، عكست المبادئ والنظام الذي كان يدعو له والثورة الاشتراكية التي أسس لها بهدف ترقية المجتمع من جميع الجوانب.