رفع مواطنو بلدية المرادية بالعاصمة، عدة انشغالات خاصة ما تعلق منها بمشكل السكن، حيث لا يزال العديد منهم ينتظرون إدراجهم ضمن مشاريع الترحيل إلى سكنات جديدة، في حين اشتكى بعض التجار بسوق حسان من الوضعية التي آل إليها هذا المرفق بعد تحوله إلى سوق فوضوية تفتقد لأدنى شروط التنظيم، ناهيك عن اهتراء معظم الأسقف والجدران به، حيث طرح هؤلاء انشغالاتهم آملين من السلطات المسؤولة الالتفات إلى مطالبهم وتحسن إطارهم المعيشي، بينما أكد رئيس بلدية المرادية السيد مراد سامر ل “المساء” بأن هيئته تسعى إلى تكثيف جهودها للإستجابة لمختلف انشغالات السكان. وفي هذا الشأن، أوضح السيد مراد سامر رئيس المجلس الشعبي لبلدية المرادية، أن الهدف الثاني الذي تسعى إليه هيئته هو رفع مداخيل البلدية، مشيرا إلى أنه في بداية العهدة بلغت الميزانية 33 مليار سنتيم، أما حاليا أصبحت تقدر ب 37 مليار سنتيم لإنجاز مختلف المشاريع التي من شأنها أن تحسن المستوى المعيشي لسكان البلدية، كما أشار المسؤول الأول أن هيئته قامت بدراسة دقيقة لكافة النقائص والمشاكل التي تواجهها البلدية وعلى رأسها أزمة السكن التي لا تزال تشكل النقطة السوداء بالبلدية، مشيرا إلى أن هذه الدراسة تم إرسالها للمصالح الولائية والتي نتمنى منها تقديم الدعم والمساعدة اللازمة للقضاء على النقاط السوداء بالبلدية، يقول محدثنا.
أزمة السكن الهاجس الأكبر لدى سكان البلدية وفي هذا الصدد، عبر بعض السكان الذين يعيشون أزمة سكن والمقيمين داخل بنايات هشّة ل«المساء” على غرار سكان حي بلقاسم وشارع محمد قاسم عن قلقهم من الوضع الصعب الذي يعيشونه بسبب إهتراء سكناتهم آملين من السلطات المعنية أن تأخذ على عاتقها العائلات المتضررة والتكفل بوضعيتهم من خلال ترحيلها إلى سكنات لائقة بعيدا عن الخطر الذي يهدد حياتهم بالانهيار في أي لحظة، في حين ينتظر عدد كبير من السكان القاطنين ببيوت جد ضيقة والتي تتكون من أفراد كثيرة داخل البيت الواحد بحي عبد اللطيف غربي ترحيلهم في أقرب وقت، مشيرين إلى أنهم أودعوا ملفاتهم على مستوى المصالح المعنية منذ عدّة سنوات لكن لا حياة لمن تنادي. وفي نفس السياق اعترف “المير” بأن مشكل السكن أزمة يواجهها الكثير من سكان البلدية، حيث أشار إلى أن 99 في المائة من انشغالات المواطنين الذين يتم استقبالهم تتعلق بالسكن، مضيفا أن البلدية تعرف نقصا في الأوعية العقارية، الأمر الذي صعب على المجلس الحالي تسجيل مشاريع بناء سكنات أخرى، مؤكدا أن هيئته تنتظر من ولاية الجزائر التكفل بترحيل العائلات المتضررة.
سوق حسان بحاجة إلى التهيئة. ومن جهة أخرى اشتكى أحد التجار الناشطين بسوق حسان البلدي بعد أن شهد درجة جد متقدمة من الاهتراء والتشقق على مستوى جدران محلاته، الأمر الذي أدى إلى تسرب المياه كلما تساقطت الأمطار، مما يستدعي تدخل السلطات المعنية في أقرب الآجال لإعادة تهيئة السوق وتحسين الظروف عمل التجار. وفي سياق متصل، أكد بعض المواطنين أنهم يضطرون إلى التسوق من البلديات المجاورة، بسبب الفوضى والاكتظاظ الذي شهدتها السوق مؤخرا، ناهيك عن أكوام النفايات من مخلفات السلع المنتشرة في كل مكان، وما زاد الطين بلة حسب شهاداتهم هو انتشار الروائح الكريهة وما تجلبه من الحشرات الضارة والحيوانات المتشردة، الأمر الذي بات يؤرق المتوافدين على السوق والتجار على حد سواء. وفي هذا الصدد صرح رئيس البلدية، أن البلدية ستستفيد من مشروع إعادة تهيئة هذه السوق، والذي يعتبره “المير” سوقا فوضوية، مؤكدا أنه سيتم إعادة فتحه من جديد لصالح الشباب البطال بعد انتهاء أشغال الصيانة، مشيراً إلى أن الغرض الأساسي من هذا المشروع هو ممارسة التجار لنشاطاتهم بصفة قانونية بعيدا عن الفوضى، وأن السوق البلدية ستكون مزود بثلاثة طوابق لمحلات مخصصة للشباب البطال وخاصة المتحصلين منهم على شهادات جامعية وذلك للقضاء تدريجيا على مشكل البطالة بالبلدية.
نقص المرافق الرياضية يؤرق شباب البلدية أما شباب البلدية فقد عبروا عن انتقادهم لعدم وجود مرافق رياضية كافية لاستغلال أوقات فراغهم والترفيه عن أنفسهم، خاصة وأن العديد منهم يواجه مشكل البطالة، مناشدين السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل لتخصيص مشاريع جديدة لصالح الشباب في أقرب وقت ممكن، وردا على هذه الانشغالات كشف رئيس البلدية عن المشاريع التي تخص فئتهم قائلا: “خصصنا أكثر من 80 مليار سنتيم لإنجاز عدة مشاريع، منها مشروع إنجاز قاعة متعددة الرياضات بشارع عبد القادر سلال وهو في طور الإنجاز، كما أننا تحصلنا على دعم مالي من طرف الولاية لإنجاز مسبح شبه أولمبي بحي 8 نوفمبر”، أما بخصوص ملعب العمراني بالبلدية الذي يعد مرفقا قديما فذكر محدثنا بأن مصالحه ستقوم بإعادة تهيئته كليا، مؤكداً أن هذه المشاريع ستسمح بخلق فضاءات خاصة بالشباب للترفيه عن أنفسهم، أما بخصوص مشروع 100 محل مهني، فأفاد المسؤول بأن بلدية المرادية لم تستفد من “محلات الرئيس” وتنتظر من الجهات الوصية منحها هذا المشروع الحيوي الذي سيساهم بشكل كبير في القضاء على أزمة البطالة التي يعيشها شباب البلدية. كما كشف السيد سامر عن مجموعة من المشاريع الأخرى، حيث أوضح بخصوص قطاع التربية أن 8 ابتدائيات المتواجدة في إقليم البلدية مزودة بأجهزة التدفئة، مشيراً إلى أن 5 منها تحتوي على التدفئة المركزية و3 المؤسسات المتبقية متوفرة بها أجهزة تدفئة ولكنها جد قديمة، مؤكدا حصول البلدية لإعانة مالية من طرف الولاية خصص جزء منها لتزويد المدارس الثلاث المتبقية بأجهزة التدفئة المركزية، وذلك بغرض توفير الظروف اللائقة للتحصيل الجيد للتلاميذ، مشيرا إلى أن تسجيل مشروع مركز للصحة المدرسية بمؤسسة جيلالي الجدار والتي توقفت الأشغال بها في أوت الماضي، نظراً لمواجهة العديد من المشاكل القانونية والإدارية، حيث أن الأشغال ستنطلق مجدداً خلال الأيام القليلة القادمة، مضيفا أنه قريبا يتم إنجاز قاعات رياضية في كل المدارس تضم قاعات لكرة السلة وكرة اليد. أما بخصوص مشاريع تهيئة الطرق والأرصفة وتهيئة قنوات الصرف، فوصفها رئيس البلدية بالمشاريع الصغرى كونها مشاريع روتينية ويومية، موضحا أنه عند تسجيل أي حالة اهتراء تتكفل البلدية مباشرة بالتصليحات والصيانة اللازمة، في حين عبر محدثنا عن ارتياحه بخصوص تسيير النفايات المنزلية، مؤكداً أن مصالحه بالتنسيق مع مؤسسة “ناتكوم” تقوم بجهود كبيرة لكي تبقى البلدية من أنظف بلديات العاصمة.