اهتز لبنان مجددا على وقع تفجير انتحاري مزدوج عنيف، وقع بالقرب من مركز ثقافي إيراني بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت راح ضحيته خمسة قتلى وما لا يقل عن 124 جريحا. وانفجرت سيارة أولى كان يقودها انتحاري عندما اقتحم حاجزا حديديا بالقرب من المركز الثقافي الإيراني بحي بئر حسن جنوببيروت تلاها تفجير سيارة ثانية وعلى متنها انتحاري آخر على بعد 50 مترا من مكان التفجير الأول. ويعد هذا التفجير التاسع من نوعه الذي يستهدف معاقل حزب الله منذ شهر جويلية الماضي، إثر إعلانه انضمامه للقتال إلى جانب القوات النظامية في الحرب الدائرة رحاها في سوريا. والثاني من نوعه الذي يستهدف مواقع إيرانية في لبنان بعد تفجير ال19 نوفمبر الماضي الذي يستهدف السفارة الإيرانية والذي خلف مصرع 25 قتيلا. وتبنت جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام" التفجير المزدوج وتوعدت عبر موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت ب«شن مزيد من الضربات ضد الأهداف الأمنية والعسكرية الإيرانية وحزبه في لبنان" في إشارة إلى حزب الله. ونددت إيران بشدة بهذا التفجير الذي وصفته ب«العمل الإرهابي" واعتبرت أنه حتى وإن استهدف أحد أهدافها في لبنان فإنه بالأساس "يستهدف استقرار وأمن ووحدة لبنان". ونفس موقف الإدانة عبرت عنه كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا. ولأن تفجير أمس يعد الأول من نوعه منذ الإعلان عن تشكيل حكومة التوافق اللبنانية التي تضم أعضاء من تشكيلات سياسية موالية وأخرى معارضة للنظام السوري، سارع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام إلى إدانة العملية التفجيرية التي اعتبرها "رسالة من قوى الشر في مواصلتها جرح لبنان وأبنائه وبعث الفوضى". من جانبه، تعهد وزير الداخلية نهاد مشنوق في بيان أمس "بالرد على ذلك بالتضامن والالتفاف حول جيشنا وقواتنا الأمنية". كما وجه دعوة لكافة الأطراف والأحزاب السياسية للتعاون مع الجيش من اجل التمكن من القيام بعمل جاد لغلق كل معابر الموت التي قال أنها تتعلق بمعابر لبنانية لسرقة السيارة إلى سوريا ثم إعادتها مفخخة إلى لبنان. وتوعد بان تتخذ الحكومة الجديدة الإجراءات الأمنية والسياسية ل«وقف مسلسل تفجير السيارات".