دخلت الازمة السياسية في زيمبابوي أمس منعرجا خطيرا بعد أن أكدت الحركة من أجل التغيير المعارضة انسحابها من خوض الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤه السبت القادم. وأكد زعيم المعارضة الزيمبابوية مورغان تسفانغيري انسحابه من السباق إلى كرسي الرئاسة وقال أنه لا يمكنه مطالبة الناخبين المغامرة بأرواحهم في انتخابات غير مضمونة العواقب في اشارة إلى انعدام الأمن والتهديدات التي يتعرض لها انصار حزبه من طرف قوات الأمن وانصار الرئيس روبيرت موغابي. وجاء موقف تسفانغيري خمسة ايام قبل اجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة ليوم السبت القادم بعد اجراء الدور الأول في التاسع والعشرين من شهر مارس الأخير، واقرت المحكمة الدستورية بتعادل الحزبين المتنافسين الحزب الوطني الافريقي الزيمبابوي الحاكم "زانو" بزعامة الرئيس روبيرت موغابي وحركة التغيير الديمقراطي المعارضة برائاسة مورغان تسفانغيري وامرت باجراء دور ثان للحسم في شخص الرئيس القادم للبلاد. وأضاف تسفانغيري أن حركته لن تشارك في مسار انتخابات موسومة بالعنف واللاشرعية مؤكدا أن الرئيس روبيرت موغابي أعلن الحرب على المعارضة وبرر موقفه بتصريحات سابقة للرئيس الحالي التي أكد من خلالها أن الرصاص أولى من الاوراق الانتخابية في تلميح إلى أنه لن يتوانى في اطلاق الرصاص متى رأى ضرورة إلى ذلك. ولكن الحكومة الزيمبابوية نفت تصريحات زعيم المعارضة وأكدت أن موقف حركة التغيير الديمقراطي قررت الانسحاب من السباق بعد أن تيقنت من استحالة فوزها بالانتخابات وبهدف تفادي الاهانة الانتخابية، وأن حركة التغيير المعاضة لم يعد لها أي خيار لتفادي ذلك سوى الانسحاب. واتهم باتريك شيناماسا الناطق باسم الحكومة ووزير العدل أن زعيم المعارضة أمضى كل وقته في الخارج وفي اتصالات مع اناس لن يضمنوا له الفوز في انتخابات الدور الثاني في اشارة إلى الجولة الدبلوماسية التي قام بها تسفانغيري إلى عدد من الدول وخاصة في جنوب افريقيا. ولكن تسفانغيري رفض هذه الاتهامات وأكد أن شعب زيمبابوي أكد شجاعته بتصويته بالأغلبية لصالح حركة التغيير الديمقراطي خلال انتخابات 29 مارس الماضي والحق هزيمة نكراء بالحزب الحاكم وبنظام الرئيس موغابي. وأضاف أن الشعب الزيمبابوي يريد دولة زيمبابوي جديدة ولكنه أكد أن حركته لاتريد المغامرة بدعوة الناخبين التوجه إلى صناديق التصويت يوم السبت القادم مع كل المخاطر التي قد يتعرضون لها. وبرر تسافانغيري موقفه بالتأكيد أنه منذ انتخابات الدور الأول تم ترحيل أكثر من 200 ألف مواطن واغتيال 86 من انصار حركته في ظروف غامضة. وطالب زعيم المعارضة الزيمبابوية الأممالمتحدة والمنظمات الافريقية إلى تحرك عاجل من أجل وضع حد لدوامة العنف التي بدات تستفحل في البلاد على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة. وأكد أن اعمال العنف انتقلت من العاصمة هراري إلى كل مناطق البلاد محملا مسؤولية هذا الانزلاق على انصار حزب "الزانو" الحاكم الذين يصرون على مطاردة انصار المعارضة في كل مكان.