أكد السيد محمد الصغير بابس رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي (الكناس) أنه لا يمكن إبداء موقف بخصوص مشروع الاتحاد من اجل المتوسط إلا بعد معرفة الجديد الذي يمكن أن يأتي به. معربا عن أمله في أن يتدارك هذا المشروع النقائص التي عرفها مسار برشلونة عن طريق تعزيز الحوار الاجتماعي والشراكة بين دول ضفتي المتوسط. وأوضح السيد بابس أنه يجب ترك مشروع الاتحاد من أجل المتوسط "يقول ما يريد قوله" لمعرفة الجديد الذي سيأتي به، لكي نرى ماذا نستطيع تقديمه لهذا المشروع واتخاذ الموقف المناسب حياله، وجاء ذلك في تصريح للصحافة على هامش ملتقى "ترونسماد 3 " الرفيع المستوى للجزائر بإقامة الميثاق بالجزائر أمس. فحسب السيد بابس، فإنه من غير المعقول تسطير كل الأجندات بنفس الطريقة وفي وقت مواز بين دول الشمال والجنوب المشاركة في هذا الاتحاد لأن ذلك قد لا تكون له نتائج مرضية. وأضاف المتحدث أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط هو بمثابة إعادة إنعاش مسار برشلونة باعتباره مسار للتشاور بين الأطراف الرسمية العمومية، مشيرا إلى أن مسار برشلونة لا يزال قائما بالرغم من أن توصياته عرفت تطبيقا ضعيفا، لذلك يتطلب من المجالس الاقتصادية الاجتماعية كممثلة للمجتمع المدني أن تدفع بهذا المسار إلى الأمام لتحقيق الأهداف التي قام من اجلها وذلك لا يتحقق حسب المتحدث إلا بتفعيل الحوار الاجتماعي والشراكة القوية ووضع المجتمع المدني المنظم في صف الفاعلين والملاحظين مرة واحدة بين دول البحر الأبيض المتوسط للنهوض بالعديد من المسائل الاقتصادية والاجتماعية. من جهته ذهب السيد خوان لينا سفير اسبانيا بالجزائر الذي حضر هذا الملتقى إلى أنه لا بد لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط من أن يراعي التزام الشركاء من دول الجنوب في المجالات السياسية، والاجتماعية والاقتصادية لتحقيق الخط والهدف المسطر في مسار برشلونة. مؤكدا أنه لا يوجد أي تناقض بين الاتحاد من أجل المتوسط ومسار برشلونة الذي سبقه بل هذا المشروع الجديد هو استمرار لمسار برشلونة في الميادين السياسية وتنفيذ المشاريع الحقيقية للتقريب بين ضفتي المتوسط وتعميق عدة أمور مشتركة. كما أشار ممثل الدبلوماسية الاسبانية بالجزائر إلى أنه لا يمكن الحكم على مسار برشلونة بالإخفاق، غير أنه لم يستبعد الا تكون نتائج مسار برشلونة في القمة ولا في المستوى المطلوب الذي كان منتظرا، "غير أن الأمور لا تزال متواصلة لأن المسار طويل ونأمل أن تعمق في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط" يضيف السفير الاسباني الذي أكد على المشاركة الفعالة لدول الشمال والجنوب لتطوير سياسة الجوار في المنطقة الأورو متوسطية. وألح رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي على ضرورة تطوير الحوار الاجتماعي بين كل دول المتوسط لترقية الديمقراطية وتحقيق الحكم الراشد لإدماج كل تركيبات المجتمع في تحديات الملفات الراهنة. كما توقف السيد بابس في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى عند المشكل المشترك المتعلق بتنقل الأشخاص بين الدول الأورو متوسطية، مشيرا إلى أهمية مراعاته والتكفل النشيط بكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للتنمية. وتجدر الإشارة إلى أن "ترونسماد 3" مبادرة أطلقها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الاسباني بالتنسيق مع كل المجالس والمؤسسات الأورو متوسطية وبتمويل من اللجنة الأوروبية، من أجل تقوية وترقية المهمة الاستشارية في المنطقة. كما يهدف إلى إعادة إعطاء نفس جديدا لمسار برشلونة عن طريق جمع دول المتوسط حول أجندة مشتركة لمعالجة القضايا المشتركة، وجعلها تشارك في جل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهم منطقة المتوسط. وقد أجمع المشاركون في اللقاء على أهمية تطوير أساليب الحوار لوضع آليات جديدة لضمان التواصل، وترقية التشاور للوصول الى نتائج ايجابية في آفاق 2010، لتطوير التعاون والشراكة في حوض البحر الأبيض المتوسط.