قد لايكون تعطيل مصالح الناس في القطاعات الخدماتية فقط بتغيب بعض الموظفين عن الدوام الوظيفي أو حتى الخروج باكرا قبل انتهائه، بل قد يأخذ شكلا آخر وهو عدم إتقان الخدمة العمومية بشكل جيد، بما يجعل المواطن يواجه تعطيلا من نوع آخر. إننا نتحدث هنا عن إرغام المواطن مثلا على العودة عدة مرات لاستخراج وثائقه، ومثالنا هنا مواطن أجبر على قصد مصلحة جوازات السفر لمدة تفوق الشهرين ليتحصل على جوازه.. فمرة يقال له أنه لم يتم إمضاؤه وأخرى لا يتحرج الموظف في القول أن العون المكلف بتسليم جوازات السفر بإحدى الدوائر غائب!..والكثير من الأسباب الواهية التي تجعلنا نتأسف على سير بعض الإدارات، فالتجهيزات العصرية التي بادرت الوزارة المعنية بتخصيصها لكل الإدارات بغية عصرنتها وجعلها في مستوى تطلعات المواطنين، لا تجد بالمقابل الموظف -ليس الكل طبعا- الكفء الذي يحسن استعمالها أو على الأقل ذلك الموظف الذي لا يتكاسل عند آداء مهمته الوظيفية على أحسن وجه. فلو يعرف كل موظف أنه سيحاسب متى قصّر في أداء عمله في خدمة الناس، فالأكيد أن مصالح الناس لن تتعطل..لكن، للأسف الشديد أن الموظف الذي لا يردعه ضميره ودينه عن تعطيل مصالح الناس لن يردعه إلا العقاب الوظيفي..وهذا ما هو مفقود بشكل فعّال في مجتمعنا!.