دعا مرشح جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، إلى ضرورة تخصيص برنامج تنموي ضخم ومتكامل لفائدة سكان ولاية تيزي وزو، قائم على إعادة بعث مختلف القطاعات التنموية الاستراتيجية، مشددا على ضرورة التخلي عن سياسة العزوف عن التصويت التي قال إنها ليست حلا مثاليا لمختلف المشاكل. وأكد السيد بلعيد في تجمع شعبي نشطه، أمس، بدار الثقافة مولود معمري بوسط المدينة، أن هذه الولاية التاريخية التي تعد قلعة للصمود والتحدي في وجه الاستعمار، لابد أن تحظى بحقها من البرامج التنموية الضخمة لإعادة بعث القطاعات الحيوية بالمنطقة التي قال عنها إنها لا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بالولايات الأخرى. مقترحا تخصيص برنامج خاص لسكان هذه الولاية قصد جعلها تواكب مسار التنمية الوطنية وتنسجم مع سياسة التوازن الجهوي مع باقي الولايات الأخرى. وقال المتحدث أمام جمع غفير من المواطنين الذين اكتظت بهم القاعة “أنه من الواجب أن تحظى ولاية تيزي وزو بنصيبها من الاستثمار والتنمية الصناعية والاقتصادية والسياحية، باعتبارها قاطرة التنمية ومستقبل فرص السياحة والترفيه، لاسيما وأن هذه المنطقة عانت ولا تزال تعاني تهميشا كبيرا”. وتعهّد مرشح جبهة المستقبل في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، بتخصيص مطار ضخم لتيزي وزو، لكونها تفتقر لذلك رغم الحركية الكبيرة التي تعرفها فيما يتعلق بتنقل المواطنين والبضائع، مشيرا إلى توسيع شبكة النقل بالسكة الحديدية إلى البلديات والدوائر الكبيرة وربطها بالولايات المجاورة. كما اقترح تعزيز نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالولاية، من خلال فتح مؤسسات مصغرة لفائدة الشباب حاملي الشهادات لمساعدتهم على تحقيق مشاريعهم وتجسيد طموحاتهم المستقبلية، منوها بالامكانيات الصناعية الكبيرة التي تزخر بها مما يؤهلها لأن تكون قطبا صناعيا بامتياز. وعلى الصعيد الاجتماعي، دعا المترشح إلى ضرورة التعجيل بإيجاد الحلول اللازمة للمشاكل الاجتماعية التي يتخبّط فيها شباب المنطقة من مخدرات وبطالة وانتحار، مقترحا في السياق، وجوب فتح حوار وطني عام يشمل كافة الأطراف المعنية بمواجهة هذه الآفات التي أضحت تشكل خطرا كبيرا على الجزائر برمتها. كما دعا لمواجهة ظاهرة هجرة الأدمغة بتخصيص نظام حوافز وتوفير كافة الامكانيات اللازمة لضمان عودة أكثر من 03 ملايين ونصف من الاطارات العلمية المتواجدة بفرنسا وبلجيكا والتي تشتغل في شتى التخصصات. منتقدا مقابل ذلك فتح المجال للأجانب لتجسيد غالبية المشاريع التنموية، موضحا بأن الجزائر تبنى بسواعد أبنائها وليس بسواعد الأجانب الذين يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه العمال الجزائريون -على حد قوله-. ومن جهة أخرى، وعد المتحدث بإعادة الاعتبار لمنظومة الصحة العمومية بتيزي وزو من خلال العمل على تخصيص طبيب العائلة، والسهر على السير الحسن للتكفل بالمرضى ووقف نقل الحالات المستعصية إلى العاصمة والولايات المجاورة. وعبّر عبد العزيز بلعيد الذي حظي باستقبال حار من قبل المواطنين الذين ردّدوا شعارات “أسا أزكا بلعيد يلا يلا”، عن سعادته الكبيرة لتواجده بولاية تيزي وزو المناضلة التي قدّمت 11 عقيدا لثورة التحرير المجيدة، معترفا بأنها قلعة حقيقية لصرخة الديمقراطية بعد الاستقلال. وقال “أنا جد فخور اليوم لانتمائي الأمازيغي المتواصل مع هذه المنطقة، تزامنا مع ذكرى استشهاد البطلين عميروش وسي الحواس، وأفتخر أكثر بانتمائي لشعب قاوم لقرون كافة حملات الاستعمار وواجه فرنسا بضريبة غالية كلفت مليونا ونصف المليون من الشهداء”. ليختم المتحدث في الأخير تجمّعه بدعوة سكان تيزي وزو للمشاركة بقوة يوم 17 أفريل القادم لتحقيق التغيير السلمي المنشود والعمل على استعادة المشعل لفائدة الشباب.