أكد السفير الأمريكي بالجزائر، السيد هنري انشر، أن بلاده واثقة بأن للجزائر الإمكانيات والقدرات لضمان أمنها، وبدورها الذي يمكن أن تلعبه بصفتها دولة محورية في المنطقة، لمساعدة دول الجوار على ضمان أمنها بنفسها، مضيفا أن الأمن هو أساس كل نشاط اقتصادي. وأوضح المتحدث في هذا السياق، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتزم تعزيز علاقاتها مع الجزائر في المجال الأمني، ومتمسكة بمواصلة الشراكة في مجال المحروقات، كما تسعى أيضا إلى تطوير علاقاتها في مختلف القطاعات لاسيما ترقية الصادرات الجزائرية خارج المحروقات. واعتبر انشر، خلال ندوة صحفية مشتركة مع الأمين العام لوزارة التجارة، عيسى زلماتي، عقدت أمس بصافكس، بمناسبة إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف معرض الجزائر الدولي 2014، أن المشاركة في المعرض هي قبل كل شيء فرصة جيدة لفائدة البلدين، وهي لدليل على رغبتنا في البناء والتنسيق وتعميق العلاقات التجارية مع الجزائر. كما تعتبر سلسلة الزيارات التي شهدتها السنوات الأخيرة لشخصيات أمريكية للجزائر يضيف المتحدث وزيارة كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل شهرين، دليلا قويا على أهمية العلاقات بين البلدين. وكشف السفير عن زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الطاقة الأمريكي، خلال انعقاد المعرض الدولي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها، حيث لم يسبق لوزير أمريكي أن قام بزيارة خصيصا لمعرض بأي دولة. وردا عن سؤال صحفي يتعلق بمعرفة ما إذا كانت الولاياتالمتحدة، تعتزم بيع طائرات بدون طيار للجزائر، قال السيد انشر، أنه يعتبر هذا الانشغال الدائم إزاء تجهيز خاص بهذه الأنظمة أمرا غريبا، موضحا أن التعاون الأمني يستدعي مجموعة كبيرة من التجهيزات والأنظمة. واستعرض السفير الأمريكي بالجزائر، بالمناسبة مختلف القطاعات التي تستثمر فيها بلاده من بينها الشراكة القائمة بين الشركات الكبرى في مجال المحروقات مع شركة سونطراك، بالإضافة إلى الشراكة المتعلقة بإنتاج الجرارات بقسنطينة، والقطب البيوتكنولوجي الذي انطلقت أشغال إنجازه بسيدي عبد الله، والذي يدخل في إطار الشراكة الضخمة في مجال الصناعة الصيدلانية، فضلا عن دخول قريب لسلسلة من الفنادق الأمريكية للاستثمار في الجزائر. وتضاف إلى مختلف القطاعات التي يعتزم الأمريكيون الاستثمار فيها بالجزائر، قطاع البناء والنقل والتربية والبحث العلمي والتكنولوجيات المتقدمة الموجهة لقطاع الفلاحة، علما أن عدد الشركات الأمريكية المسجلة في نظام السجل التجاري الجزائري يقدر ب70 شركة نهاية 2013، مقابل 22 شركة في سنة 2007. وقال السفير الأمريكي، إن الشركات الأمريكية متفائلة بالقدرات التي توفرها السوق الجزائرية في مجال الاستثمار، مضيفا أن للجزائر مساحة شاسعة وموارد طبيعية ضخمة، كما تزخر بموارد وطاقات مالية هامة، وطاقات بشرية كبيرة مما يضع بحوزتها كل العناصر لتحقيق نمو اقتصادي واسع وهام، بالإضافة إلى إطار تنظيمي وقانوني جيد. كما أضاف أن بلاده تقف مع الجزائر لكي تطبّق أفضل السياسات لتحقيق هذا النمو، كما تدعمها من اجل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة.