أكّد الشيخ عبد اللّه الوزاني من زاوية الشيخ العالمي بأدرار، أول أمس، في الملتقى الوطني حول "دور الزوايا في المحافظة على مقومات الشخصية الوطنية" الذي تحتضنه مدينة آفلو (ولاية الأغواط)، على أهمية مساعدة الزوايا على توثيق موادها العلمية والتاريخية بما يسمح لها بالمحافظة على التراث المكتوب من مخطوطات ومراجع ذات قيمة هامة. وأوضح الشيخ الوزاني في المحاضرة التي ألقاها في اليوم الثاني والأخير من أشغال هذا الملتقى والتي تحمل عنوان "أهم الاحتياجات والتحديات التي تواجه الزوايا"، بأن عدم قدرة الزوايا على توثيق موادها العلمية والتاريخية أدى إلى ضياع الكثير من المخطوطات، كما فوّت عليها فرصة كتابة سير مشائخها واستغلال رصيدهم العلمي والفقهي". وذكر المحاضر جملة من الاحتياجات والنقائص التي تواجه دور الزوايا المنتشرة على مستوى القطر الوطني حيث يرى في هذا السياق "بأن نقص اهتمام الإعلام الوطني بمختلف أنواعه ووسائله ساهم بقدر كبير في تراجع إقبال الناس عليها، بل وساهم في طمس هويتها وتعميق سوء الفهم لها ولمقاصدها وهو ما يشكل عائقا إضافيا أمام أداء رسالتها" على حد قوله. وأكّد شيخ الزاوية العالمي بأن "محاربة ظاهرة التكفير والغلو في الدين يعد من أهم التحديات الراهنة التي تواجهها الزوايا بالإضافة الى عدم قدرتها على التكيف مع المستجدات الحاصلة في مناهج التعليم والتكوين". وفي هذا الصدد، دعا الشيخ الوزاني إلى "ضرورة إدراج إصلاحات على مناهج التدريس التي تعتمدها الزوايا لضمان نجاعتها وتشكيل لجان وطنية لمتابعة استقطاب الطلبة الذين يقبلون على الزوايا وللتكفل المادي والمعنوي بهم". كما اقترح بالمناسبة تخصيص حصص تلفزيونية وإذاعية تعنى بتوضيح المفاهيم الصحيحة عن الزاوية وتشرح أهدافها السامية كمؤسسة دينية تسعى للحفاظ على الوحدة الوطنية وترسيخ ثوابت وقيم الأمة. وقد ألقيت خلال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى الوطني عدة محاضرات تركزت في عمومها على الدور الديني والاجتماعي للزوايا، وأبرزت جوانب من التحديات التي تواجهها وسبل مواجهتها وآفاقها المستقبلية.