أكدت وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة أمس أنها قررت غلق وحدة زهانة بمعسكر وإزالة التلوث وإعادة تهيئة المواقع الصناعية التي مستها مادة الأميانت والتي أصبحت ضرورة للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان خاصة بعد اكتشاف حالات للإصابة بالسرطان في المناطق المحيطة بهذه الوحدات. وأوضحت وزارة البيئة في بيان تسلمت "المساء" نسخة منه أمس أن ذلك يأتي في إطار مواصلة عملية إزالة التلوث الصناعي في المناطق الساخنة منها مركبات صناعة الحديد والأسمدة الازوتية بعنابة، التحليل بالكهرباء للزنك بالغزوات والزئبق بعزابة التي لها انعكاسات على الصحة العمومية والبيئة بسبب مادة الاميونت التي تحتويها. وأشارت الوزارة المعنية أن عملية غلق مصانع الاميانت ستتبع بعمليات أخرى لحماية البيئة وصحة الإنسان منها إزالة التلوث من وسائل الإنتاج والمقرات الإدارية لوحدات إنتاج هذه المادة الخطيرة، القيام بدراسة على الأرضية التي تحتوي على الاميانت على عمق حوالي واحد متر والقيام بتحليل عينات من الأرض لكل40 الى50سنتمتر وإزالة الأرضية على مساحة إجمالية تقدر ب50الف متر مربع. وأوضح بيان لوزارة البيئة وتهيئة الإقليم أن إزالة النفايات ورفعها سيخضع للمعايير البيئية وإعادة تهيئة أرضية المصانع من خلال معاينة المفرغة، إعادة تهيئة المفرغة الحالية وتحديد الأرضيات من خلال غرس نباتات جذورها لا تصل إلى عمق 0.50متر. وذكر البيان أن التحاليل على الغبار التي قام بها المكتب الدولي "فيري تاس" سنة 2003 على مواقع وحدة اميانت اسمنت أكدت وجود نسبة عالية من الاميانت في الهواء تجاوزت النسبة المحددة، كما ترسبت هذه المادة على الأجهزة التي كانت تستعمل طيلة ثلاثين سنة وكذلك على أرضية الوحدة فوقها بالداخل والخارج،ما أدى إلى وضع ضوابط تضع حد للمخاطر الناتجة عن هذه المادة. وكانت وزارة البيئة قد أغلقت في بداية هذا الأسبوع مصنع الاميانت بمفتاح بالبليدة في إطار قرار الحكومة القاضي بغلق كل مصانع الأميانت المتواجدة عبر الوطن. وأشار وزير البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة على هامش غلق مصنع مفتاح الذي يستعمل هذه المادة في صناعة أنابيب الري والصرف أن الحكومة حريصة على إنهاء خط الأميونت والتخلص منه بعد أن تبين وفق تجارب علمية أنه يؤثر على صحة الإنسان ويتسبب في مرض السرطان وان صحة المواطن فوق كل اعتبار خاصة أن هناك إجماع دولي على خطر هذه المادة على الصحة. وبدأ إنتاج الاميانت في الجزائر سنة1950بعد بدء تشغيل وحدة "الترنيت" بجسر قسنطينة الذي تم غلقه في1997 كما تم إنشاء ثلاثة مصانع سنة1977وهي وحدات مفتاح بالبليدة، زهانة بمعسكر وبرج برج بوعريريج والتي صنفت ضمن الوحدات القديمة وذات مخاطر كبرى.