واصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس جولتها الشرق أوسطية في اطار التحضير لعقد المؤتمر الدولي للسلام نهاية الشهر الجاري بأنابوليس بضواحي العاصمة الأمريكية·والتقت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية أمس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بمدينة رام الله بالضفة الغربية في لقاء حمل معه تحولا مفاجئا في المواقف والتصريحات· فحديث الرئيس عباس عن حدوث تطورات على مستوى التحضير لعقد مؤتمر أنابوليس يتناقض تماما مع ما كان يتداول على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية عن صعوبة المحادثات وإمكانية عدم التوصل الى صياغة الوثيقة المشتركة قريبا لعرضها على المؤتمر،، وثيقة يريدها الفلسطينيون نقطة انطلاق حقيقية لإعادة بعث مفاوضات السلام ويلحون على ضرورة التطرق خلالها الى قضايا الوضع النهائي لإقامة دولتهم المستقلة في حين يرى الاسرائيليون أنه يجب الاكتفاء ببيان مشترك عام وأن يكون مؤتمر أنابوليس مجرد دعم دبلوماسي لعملية السلام المجمدة· وقال الرئيس عباس إنه رغم صعوبة المفاوضات، هناك مؤشرات مشجعة ظهرت في الوقت الراهن تنبئ بإمكانية التوصل الى أرضية توافقية مع الجانب الاسرائيلي· وأضاف أن كل الأطراف عازمة على التوصل الى اتفاق قبل انتهاء عهدة الرئيس الأمريكي جورج بوش وأكثر من ذلك فإن الرئيس الفلسطيني أكد اتفاقه مع أولمرت حول وجود فرصة حقيقية لإحداث السلام بما يستدعي عقد المؤتمر بكل جدية· التحول في الموقف نفسه أبدته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والتي كانت قد حكمت بالفشل المسبق على زيارتها الى المنطقة قبيل انطلاقها وقالت إنها لاتتوقع احراز أي تقدم يذكر بخصوص التوصل الى صياغة الوثيقة· إلا أنه وبعد لقائها برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزيرته للخارجية تزيبي ليفني والذين أكدت لهما التزام الادارة الأمريكية بضمان أمن اسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية، قالت إن مؤتمر أنابوليس يمكن اعتباره مطية للتوصل الى اتفاق سلام قبل انتهاء عهدة الرئيس جورج بوش في جانفي 2009· وأضافت أن إقامة الدولة الفلسطينية تبقى دائما من بين اهتمامات الولاياتالمتحدة، تحول مفاجئ يدفع الى طرح التساؤل حول التعبير الذي حصل خلال يوم واحد حتى جعل وزيرة الخارجية الأمريكية تغير تصريحاتها من المنحى السلبي الى المنحى الايجابي· وهي التي طالما أبدت تشاؤمها من امكانية تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين وهي المعروف عنها انحيازها الى جانب طروحات الطرف الاسرائيلي· ثم انه بناء على تصريحات ليفني وأولمرت اللذين يشترطان ضمان أمن اسرائيل قبل كل شيء يتأكد مرة أخرى أن هذه الأخيرة لم تغير قيد أنملة من مواقفها السابقة التي ميزها التصلب والتشدد إزاء كل فكرة لإنهاء النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية· وضع يدفع الى طرح التساؤل مجددا حول طبيعة الضمانات التي قدمتها رايس الى اسرائيل قصد دفعها نحو الأمام في مسار السلام، وهل هذه الضمانات ستأتي على حساب تنازلات أخرى تعودت السلطة الفلسطينية على تقديمها·