كالكلب الاجرب الذي يرفض جواره الدواب و البشر، هو حال فرنسا اليوم، فمن أفريقيا التي ضاقت ذرعا بخرافات التنوير و الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان التي كانت تغلف بها فرنسا سياسة النهب و سيطرتها على الدول الإفريقية، و صولا إلى تونس التي انتفض شعبها ضد عقد ملتقى الفرنكوفونية على أرضه الأبية فى التاسع عشر و العشرين من نوفمبر الجاري، الكل يرفض فرنسا اليوم و التي ربما صارت الدولة الأولى و المكروهة لدى شعوب أفريقيا، و على ذكر تونس فإن الشارع التونسي يتساءل عن الهدف من محاولة نفخ الروح في جثة الفرنكوفونية التي لم يعد أحدا يعترف بها، فاللغة الفرنسية تتلاشى في ارضها باعتراف أهلها الذين صاروا يفرون إلى اللغة الانجليزية لغة العلم و لغة العالم، و لغة التعاملات، فمن هذا الذي يضيع وقته في تعلم لغة تكاد تصبح لهجة، يتداولها بينهم فقط بعض المرضى نفسيا من العنصريين في تونس و الجزائر و المغرب الذين يسيرون مثل ذلك الداب الذي يجر العربة محدود النظر و لا يرى إلى سبيل الفرنسية بسبب تغطية عينيه من الجانبين، لا يرى إلا ما يريد له سيده ان يراه، و سيأتي اليوم الذي ترفض فرنسا حتى خدمة عبيدها، حين يصبح التعليم في فرنسا باللغة الانجليزية و لغة التعاملات بالانجليزية و تصبح الفرنكفونية مجرد أداة يحتفي بها القرود، الذين يؤمنون بأن البداية كانت فرنسا و النهاية هي فرنسا . الوسوم قلم المسار محمد دلومي