الحقد الذي أظهرته الدول الغربية ضد العرب خلال بطولة كأس العالم المقامة في قطر، أظهر بما لا يدع مجالا للشك الوجه الحقيقي لدعاة الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان، إن الكم الكبير من الكراهية و الحقد و الاتهامات الموجهة لقطر هي بالدرجة الأولى موجهة لكل العرب، فاتهام قطر بالإساءة للعمال الأجانب الذين على أرواحهم و اشلائهم أقيمت الملاعب التي تقام فيها دورة كأس العالم الان، فيه مبالغة كبيرة جدا، اولا الشركات التي استحوذت على صفقات الإنجاز هي في الأساس شركات أجنبية(المانية، فرنسية، إسبانية) و اغلبها أوروبية، و هي نفسها الشركات التي التي استغلت العمال الأجانب في هذه المشاريع مقابل ثمن بخس، و لكن هذه الشركات حين أخذت هذه الصفقات و قبضت الشيكات من قطر، لم يكن هناك حقوق انسان و لا قمع الحريات و لا ديمقراطية فقطر كانت مركز الأعمال و المال، و حتى اقمصة الفرق الغربية التي تتباكى على حقوق الإنسان تم صناعتها في الدول الفقيرة في دول آسيا اين يتقاضى العمال هناك دولارا واحدة في اليوم، و علينا ان نذكر أن كأس العالم القادمة ستقام في ثلاث دول مشتركة هي أمريكا و كندا و والمكسيك، فهل سيتحدث مثلا الإعلام الغربي عن حقوق المهاجرين في الولاياتالمتحدة، و هل سيتم إثارة ما يتعرض له السكان الأصليين في كندا من إساءة و تضييق، و هل سيتم الحديث عن فساد شرطة المكسيك و تورطها في تجارة الكوكايين؟ ما قامت به الدول الغربية اتجاه المهاجرين منذ عقود و ما زال مستمرا إلى اليوم، يندى له جبين الإنسانية، فاغلب العواصم الغربية و البنى التحتية تم تشييدها بسواعد المهاجرين و قبل ذلك بخيرات الدول التي تم استعمارها مقابل أقل من الاكل والشرب، و رغم ذلك يريد الإعلام الغربي من العالم ان يطوي صفحة الاستعباد الغربي للشعوب و إخفاء معاناة المهاجرين و العمال دون وثائق، كل هذا حتى يبدو الغرب كله في هيئة الام تيريزا، و فعلا الدول الغربية مثل الام تيريزا التي كشف تحقيق صحفي إيطالي بعد موتها انها كانت تتاجر بالأطفال في آسيا و بعض التقرير أكدت أن الاتجار بهم كان لغرض بيع الأعضاء، و ما تفعله الدول الغربية مع المهاجرين لا يختلف عن الذي فعلته الام تيريزا بالأطفال، و على الأقل العمال الأجانب يعملون في الدول العربية و لهم في هذه الدول لقمة عيش يعيلون بها عائلاتهم بعدما صارت الدول الغربية ترمي المهاجرين في البحر. الوسوم قلم المسار كأس العالم قطر محمد دلومي