موقع الفيسبوك على الانترنت صار بحق مجتمعا قائما بذاته له خصوصياته ومزياه المتعددة، إلا أن أهل الثقافة عندنا والذين في أغلبهم " ماشي شايفين " يستعملونه "للزوخ " في الوقت الذي يستعمله المثقف في الضفة الأخرى لمزيد من الإبداع والتميز وخلق الجديد والتعرف على ثقافة الآخر، أما عندنا فتجد نوع من المثقفين الذين لا تقرأ لهم على الموقع البالغ الشهرة سوى عبارات مثل " وداعا اصدقائي غدا سأكون في باريس " أو اهلا اصدقائي أنا الآن في دبي " رغم أن غالبيتهم " مهرودة " عليهم هنا ومازالوا يتسولون أمام باب الوزارة ، وأمام باب التلفزيون أو الإذاعة ، وبعضهم لا يتوان عن تقبيل كف وراحة اليد للاسياد السياسيين من أجل نيل حضوة لديهم ، ربما صار موقع الفيس بوك مخرج لمكبوتات مثقفين " تايوان " فشلوا في أن يصنعوا أنفسهم في الواقع، ففضلوا العيش في الأحلام الإفتراضية ليس لأنهم غير قادرين على الإبداع ولكن لأنهم باعوا أنفسهم من أجل ان يسافروا إلى باريس وغيرها من العواصم، وفي النهاية وجدوا انفسهم عبيد للأسياد وتجار السياسة والثقافة ، فما وجدوا سوى الفيس بوك متنفسا لهم ليقولوا للناس " أهلا يا اصدقاء غدا سأكون في باريس" او " مرحبا يا اصدقاء أنا في بيروت " وفي واقع الحال ربما قد يكونون في مقهى انترنت في العاصمة أو في دشرتهم، يفكرون الف مرة كيف سيدفعون مصاريف ساعة من الكذب على الناس في الفيس بوك .