عرضت أمس الأول بالمسرح الجهوي لسيدي بلعباسس في اليوم اليوم الرابع من فعاليات المهرجان المحلي للمسرح المحترف ببلعباس مسرحية "منفى حرب" للتعاونية الثقافية "موجة" مستغانم، والتي تروي قصة جنرال متجبر يحجز رفقة فتاة من خندق العدو في كهف، ورغم رعونته الا انه يلين مع الوقت عند إدراكه انه لا مخرجا لهما من هذه الحفرة. أحداث المسرحية تجري في كهف ضيق ومظلم تضيؤه بعض الشموع، ما أجير القائمين على العمل لاختيار مساحة محدودة كديكور رئيسي للمسرحية، وعن هذه النقطة كشف مخرج القطعة بشير بوجمعة لل "المسار العربي" أنه وجد صعوبة في تجسيد النص على خشبة المسرح لأنه اختار المساحة الضيقة، ما يتطلب خيالا ومجهودا إضافيا لحصر هاته الأفكار في مكان صغير، إلا انه وحسبه فانه ارتأى رفع التحدي وخوض غمار هذا النوع المسرحي المعجب به رغم أنها تجربته الأولى في الإخراج. وأضاف موضحا ان نص المسرحية كتب سنة 1992 لصاحبه "محمد شرقي" إبان الأحداث التي شهدتها الجزائر، وأنه أعجب بحبكته والرمزية التي يدل عليها إضافة إلى الرسائل الإنسانية الراقية التي يطرحها، الأمر الذي دفعه إلى تجسيده على ركح المسرح وفق منظوره وميوله، كما ذكر أن النص الأصلي أبطاله شخصيتان رئيسيتان لكنه أضاف لكل واحد شخصية أخري تدل على ضميره، وقال أن سياق هذا العمل يصنف ضمن مسرح باروك الفرنسي الذي يعتد على الحيز الضيق، لكنه عمل على فتح المجال للجمهور عبر إضافة الرقصات والبلاي باك. أما عن الإضاءة الضئيلة لمسرحية "منفى حرب" فأوضح المخرج "بشير بوجمعة" أنها مقصودة لكمن والمراد والأمثل له هو إضاءة نصف وجوه الشخصيات، لكن هذا لم يتمكن من تجسيده في الواقع لأمور تقنية. أحداث المسرحية تجري بكهف مظلم وفي بدايتها مشهد لقائد جيش متجبر في لباس عسكري يحتجز فتاة في مقتبل العمر من جيش العدو يطلق عليها وابل من التهديدات وفي مرحلة ما تنقلب الأوضاع ويصبح القائد هو الأسير والفتاة أسرة، تتوالى التهديدات بينهما إلا أن يتوقف الزمن ويدرك كليهما أنهما محتجزان في كهف لا مخرج منه، يفتحان باب الحوار والقائد العسكري يبوح بكل أسراره وذكريات صغره وهو في حالة سكر، كما ان الفتاة تعالج هذا الأخير من جرح بليغ في ساقه وتروي هي الأخرى ذكرياتها وحياتها قبل الحرب. مدينة القائد العسكري تعرضت في صغره لاجتياح العدو الذي دمرها وقتل امه وتسبب في وفاة اخته لاحقا، الأمر الذي خلق في قلبه رغبة جامحة في الأنتقام ودفعه الى ارتقاء رتب الجيش لغاية قيادته، وانطلق في اجتياح عدوه القادم وساقه القدر الى الكهف العميق الذي تدور أطوار المسرحية فيه. النهاية تكون بوفاة البطلان بعد أن وثقا ذكرياتهما وحاضرهما على جدران الكهف. تتحرر أرواحهما من قيد وجدران الكهف.