تواصلت أشغال الملتقى السادس لحوار الأديان، بمركز الشهيدة النعجة ابراهيم بمدرسة 27 فبراير، بمشاركة قساوسة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأئمة جزائريين وصحراويين، وبرعاية سلطات الجمهورية الصحراوية، وحضور مثقفين ومهتمين صحراويين. الملتقى الذي تنظمه الشبيبة الصحراوية بالتعاون مع كنيسة "كريست ذي الروك"، وبإشراف وزارة العدل الصحراوية، افتتح صبيحة يوم السبت بكلمات افتتاحية عن المركز، وعن الشبيبة الصحراوية والوفود المشاركة، وبحضور عضو الأمانة الوطنية وزير الدفاع، محمد لمين البوهالي، والسيد خطري آدوه، عضو الأمانة الوطنية رئيس المجلس الوطني الصحراوي، ووزير النقل، بابية الشيعة، ووزيرة التعليم، مريم أحمادة، ووزير العدل، حمادة سلمى، إضافة إلى عدد كبير من إطارات الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو. وحضر الملتقى 22 مشاركا أمريكيا من 12 ولاية أمريكية، و 13 إماما جزائريا وأزيد من 20 إماما صحراويا، وبحضور حوالي 100 من المتتبعين من الصحراويين، ومن فرنسا، واسبانيا، والنمسا، وسلوفينيا، وبريطانيا. وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وآيات من الإنجيل، توجهت مديرة مركز الشهيدة النعجة ابراهيم، السيدة تشلة بشري، بكلمة باسم اتحاد النساء معبرة عن ترحيب منظمتها بهذا الملتقى الذي يعكس روح التسامح والإنفتاح لدى الشعب الصحراوي. وافتتح وزير العدل الصحراوي، حمادة سلمى، نيابة عن رئيس الجمهورية، الملتقى بكلمة أبرز فيها المساعي التي يكرسها الملتقى في إرساء أسس الحوار وتشجيع البحث لتكريس فضاء التعايش، مؤكدا أن قيم الوئام والاحترام المتبادل المستمدة من التعاليم الروحية للديانات السماوية تعكس الأهمية القصوى للملتقى الذي يتخذ من سيرة سيدنا إبراهيم عليه السلام ومناقبه عنوانا لطبعة هذا العام. كما أبرز الوزير في كلمته الدور الذي لعبته الدولة الصحراوية في تجسيد مبادئ التسامح والانفتاح على الآخر ومساندة مجالات التقارب وتعزيز المساواة وتكريم المرأة واحترام حقوق الإنسان وكرامته، وهي منطلقات تحرص الديانات السماوية على تطبيقها. واعتبر أن حرص الدولة الصحراوية على رعاية هذا الملتقى نابع من إيمان القيادة الصحراوية بأهمية تشجيع المحبة، والتسامح، والتعاطي الإيجابي بين الأديان، والقناعات، والمشارب. وأضاف أن الملتقى هو فرصة لتدارس رسالة التوحيد التي جاء بها نبي الله ابراهيم، والتي تعتبر مصدرا لبقية الديانات، ونفس الرسالة الإلاهية التي نقلها بقية الأنبياء. بعد ذلك تدخل الأمين العام لإتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، موسى سلمة، في كلمة باسم منظمته المشرفة على تنظيم الملتقى بالتعاون مع وزارة العدل وكنيسة "كريست ذو الروك"، أن أولويات حوار الأديان هي محاربة الظلم والعدوان والاستبداد وان الشعب الصحراوي يواجه حربا تستهدف أرضه وتاريخه وهويته وثقافته. من جهتها، تدخلت السيدة جانيت لانس، مسؤولة العلاقات الخارجية في كنيسة "كريست ذو الروك"، ممثلة للوفد الأمريكي المشارك، والتي ركزت على جو التآخي الذي خلقته الدورات السابقة للملتقى، معتبرة أن الوفد الأمريكي سعيد بمواصلة هذا الحوار، الذي يقرب بين المؤمنين من الديانتين. وقالت السيدة جانيت لانس في كلمتها، "جئنا نستلهم الحكمة من الكتب السماوية لنستنبط الأمل الذي حمله سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي نفس الرسالة بالأمس، كما هي اليوم"، مذكرة أن المشاكين من الأمريكيين يمثلون عشرات المواطنين الأمريكيين بمختلف الولايات التي أتوا منها حيث تركوا عائلاتهم وأصدقائهم. وقالت أن نبي الله ابراهيم، مثل الصحراويين، كان بدويا، وراعي أغنام، عرف الله وآمن به، وقام برحلة طويلة في سبيل الله، وهو ما سيتدارسه المشاكون الأمريكيون حسب قولها، وكيف أن هذه الرحلة تشبه رحلة الصحراويين مع اللجوء. من جهته تناول الدكتور محمد عيسى، الكلمة باسم وفد العلماء الجزائريين، راجيا أن يكون حوار الأديان الذي يجمع المختصين مسيحيين ومسلمين سبيلا من سبل الدفاع عن حق الشعب الصحراوي، من أجل تحقيق السلام. وثمن الدكتور الجزائري اهتمام اللاجئين الصحراويين، الذين تجاوزوا الحاجات المادية، ومآسيهم، ليهتموا بالجانب الروحي للإنسان، عبر احتضانهم لمثل هذه الملتقيات، متمثلين في ذلك سيرة نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، الذي زامن بين بناء مجتمع الهجرة في المدينة، وهو يؤسس للمجتمع المدني المسلم للإمبراطورية الإسلامية التي تلت عصر النبوة. واعتبر الدكتور محمد عيسى أن اختيار موضوع نبي الله ابراهيم كان اختيارا موفقا لكون هذا النبي مصدر إجماع كل الديانات السماوية التي تعتبر نبي الله إبراهيم نبيا جامعا، ومثالا للحكمة، وللحوار، وللتوحيد. وأضاف أن موضوع الملتقى هو موضوع يوحد الرؤى ويؤكد على ضرورة دعم والتضامن مع الشعب الصحراوي، الذي استقبل هذا الجمع في مخيمات اللاجئين.