تمتلك ولاية قالمة قدرات ثرية و متنوعة تمكنها من تحقيق وثبة نحو الأمام في مجال التنمية قد تجعلها من النماذج الرائدة على الصعيد الوطني خاصة في الفلاحة و الصناعة الغذائية و السياحة. ويعد الموقع الجغرافي لهذه الولاية الواقعة شمال شرق الجزائر على بعد 537 عن الجزائر العاصمة أهم عامل مساعد على تحقيق نهضة إنمائية بحيث تقع بين 6 ولايات (قسنطينةعنابة الطارف سكيكدةسوق اهراس و أم البواقي) مما يجعلها مفترق طرق إستراتيجيا يربط بين أقطاب معروفة في المجال الصناعي و التجاري و الفلاحي. وتتميز ولاية قالمة التي تتربع على 3.700 كلم مربع بتضاريس فريدة تتشكل من سلاسل جبلية ذات غابات كثيفة (الماونة بني صالحن دباغ و هوارة) تمثل حوالي 38 بالمائة من مساحتها الإجمالية. وتوجد بولاية قالمة كذلك سهول ذات تربة خصبة تسقى من وادي سيبوس تمثل 27 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية لتحتل بذلك المساحة الفلاحية الواسعة 187 ألف هكتار من بينها 85 ألف هكتار مخصصة لزراعة الحبوب التي تشتهر بقمح وادي الزناتي. و بفضل مردود ب25 قنطار في الهكتارالواحد فإن ولاية قالمة التي تنتج 2 مليون قنطار من مختلف أنواع الحبوب سنويا تعد بمثابة "موطن للقمح الذهبي". لكن الحبوب لا تعد الثروة الوحيدة بهذه المنطقة فالزراعة المكثفة للطماطم الصناعية خاصة في السنوات الأخيرة جعلت منها رائدا بلا منازع على الصعيد الوطني من خلال مساحة تقارب 2 مليون دج مخصصة لهذه الشعبة الفلاحية عبر 11 بلدية. ومكنت الفلاحة و الرعي هذه الولاية من أن تنمي نشاطاتها في مجال الصناعات الغذائية التي تترجم من خلال النجاح الذي يحققه عديد المستثمرين الخواص في مجال تحويل الطماطم في المقام الأول و أيضا في مطاحن إنتاج الدقيق. ومن بين القدرات الأكيدة لهذه الولاية هناك السياحة التي وهبتها الطبيعة مواقع جذابة على غرار المرتفعات الخضراء و المواقع الأثرية المتناثرة هنا و هناك. كما تشتهر قالمة بحمامتها الحموية تستقطب سنويا آلاف الزوار من مختلف مناطق البلاد. وكشفت دراسة أجريت في 1983 أنجزتها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية عن وجود 15 منبعا حمويا بكل من حمام دباغ و حمام النبائل و هيليوبوليس و عين العربي و بوشنانة حيث تصلح مياهها المعدنية لعلاج عديد الأمراض و بخاصة التنفسية و العظام والمفاصل و الجلدية فيما يتراوح تدفق هذه المياه ما بين 6 إلى 25 لترا في الثانية. ويتطلع المسؤولون المحليون حاليا إلى إضفاء احترافية أكثر على قطاع السياحة لكي يستقطب أكبر عدد ممكن من الزوار الوطنيين و الأجانب. فمجهود الاستثمار المبذول برسم البرنامج الخماسي 2010-2014 من شأنه أن يضع و يهيء الظروف اللازمة لاستقبال إلى غاية 5 ملايين زائر سنويا حسب ما علم لدى مديرية السياحة و الصناعة التقليدية. وان كان يبدو النشاط الصناعي أنه يحقق خطوات هامة حاليا بالنظر إلى أن مركب صناعة الدراجات الهوائية و النارية (سوناكوم سابقا) و مصنع السكر (سوجيديا سابقا) ليسا مثلما كانا عليه في الماضي فإن المجهودات المعتبرة المبذولة من طرف السلطات العمومية منذ أزيد من عشر سنوات في مجالات السكن و الصحة و التربية و التعليم العالي بالموازاة مع حكامة رشيدة تشكل أفضل رهان لوثبة جديدة و تحسين مستديم لظروف و مستوى معيشة السكان ب"كالاما" القديمة و منطقتها الجميلة.