بعد تأديته لليمين الدستورية ألقى الرئيس ال44 للولايات المتحدةالأمريكية خطابا حمل الكثير من الاهتمام بالواقع الاقتصادي، مقارنة بالإشارات إلى الأوضاع السياسية في العالم، والتي على الرغم من قلتها كانت حساسة جدا، سيما فيما تعلق بالقضايا الهامة كالإرهاب والدول الدكتاتورية على حد وصف أوباما، ووصف المراقبون خطاب الرئيس الأمريكي بالواقعي وغير الحماسي، حيث أشار في شقه الاقتصادي إلى الوضع الاقتصادي السيئ والمتدهور الذي تعاني منه الولاياتالمتحدة، محاولا تمرير رسائل التفاؤل والأمل، داعيا إلى ضرورة تكاتف الأمريكيين، خاصة أن تنوع الأجناس والديانات هو عنصر قوة ومحرك لإخراج أمريكا من أزمتها وللتغلب على الأزمات القادمة قال أوباما. كما أكد الرئيس الجديد عزمه على هزيمة الارهابيين في العالم، وبخصوص التواجد العسكري في العراق قال لابد من إعادة العراق إلى شعبه، وبخصوص العالم الاسلامي تكلم عن الزعماء الذين يتمسكون بمقاليد السلطة عن طريق الفساد وتوعدهم باحداث قطيعة مع سياستهم، مشيرا إلى أن الولايات التحدة الأمريكية سترسم عهدا جديدا قائما على المصالح المتبادلة. نصب أمس في مبنى الكابيتول بواشنطن باراك أوباما (74 عاما) ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة خلفا لجورج بوش الذي غادر البيت الأبيض كأحد أقل رؤساء البلاد شعبية تاركا لخليفته حربين وأزمة مالية حادة وتحالفات دولية متصدعة. وحضر الحفل الذي بدأ أول مرة عام 7381، مباشرة أو على شاشات التلفزيون أكثر من مليوني شخص يقفون في المسافة التي تفصل الكابيتول عن نصب لينكولن، وهو المكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير عام 3691 . وجرت هذه الاحتفالية عند الواجهة الغربية للكابيتول، وهي الأغلى في تاريخ البلاد بكلفة 061 مليون دولار ربعها تقريبا دفعه أوباما. وسلم بوش الرئاسة في حفل حضره كبار المسؤولين بمن فيهم نائبه ديك تشيني، الذي شارك في المراسم قعيدا على كرسي متحرك بعد أن أصيب أول أمس الاثنين بتمزق عضلي. وخلال خمس سنوات فقط، قفز أوباما من منصبه كسيناتور عن ولاية إلينوى غير معروف كثيرا، إلى أول رئيس أمريكي أسود أقنع الأمريكيين بقدرته على قيادة بلادهم رغم قلة خبرته نسبيا. وحفل تنصيب الرئيس ال44 ،المحاط بإجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث ضمن تأمينه أكثر من 0008 شرطي، مليء بالرموز، فقد جرى عند مبنى الكابيتول الذي شيده العبيد، وأوباما استعمل اسمه الثلاثي الكامل، ولم يسقط اسم ''حسين'' كما فعل في الحملة الانتخابية، ونطق بكلمات القسم ال53 على نسخة من الدستور استعملت في حفل تنصيب لينكولن عام ,1681. وفور انتهاء الاحتفال الذي جرى في حدود الرابعة والنصف مساء بتوقيف غرينتش، هبط بوش وزوجته كمواطنين عاديين درجات سلم الكابيتول، وتنقلا إلى قاعدة أندروز ليقفلا عائدين إلى تكساس من حيث قدما. ويتوقع أن يبدأ الرئيس الجديد أول أيام عمله اليوم الأربعاء بتوقيع مرسوم سحب القوات الأمريكية من العراق، وهي عملية تستمر 61 شهرا. ويدخل أوباما البيت الأبيض معززا بأغلبية في غرفتي الكونغرس استرجعها الديمقراطيون لأول مرة منذ 4991، لكنه يستلم تركة ثقيلة. فداخليا تواجهه أزمة اقتصادية حادة وترليون دولار عجز فدرالي ومخاوف من انهيار بنوك أخرى، وفي الخارج تحالفات تصدعت وصورة سيئة لأمريكا بسبب حربي أفغانستان والعراق وصراع عربي إسرائيلي كانت آخر حلقاته عدوانا دمويا على غزة. وقد أكد أوباما لأنصاره ثقته في تجاوز الأزمة، لكنه حذرهم أيضا من أن ذلك لن يحدث قبل أن يمر