أكدت أمس مصادر من الجالية الجزائرية في فرنسا أن الإقبال على صناديق الاقتراع كان كثيفا بصورة لم تكن متوقعة رغم مخاوف الطبقة السياسية من عزوف الجالية عن التصويت بسبب ما يردد بأن "الرئاسيات محسومة مسبقا" في ظل عدم وجود منافسين أقوياء بإمكانهم تحدي المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة. وقال الدكتور عبد القادر حدوش المكلف بمهمة لدى جبهة التحرير الوطني في جنوبفرنسا في اتصال مع "المستقبل" من مرسيليا إن الحملة الانتخابية التي قادها كل من الأفلان والأرندي في غياب حركة مجتمع السلم بمرسيليا كانت قوية في أوساط الجالية بفرنسا خاصة في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية. وأوضح الدكتور حدوش أن زيارة القيادي في جبهة التحرير عبد الحميد سي عفيف المكلف بالجالية على مستوى أمانة الهيئة التنفيذية لفرنسا في الأول من أفريل والتي استمرت إلى غاية الرابع منه؛ أي في اليوم الأول من التصويت في أوساط الجالية، كان لها صداها في إقناع الناخبين، خاصة في الأحياء الشعبية بمرسيليا التي تقطنها أغلبية من أبناء الجالية الجزائرية. وفي ختام جولته الانتخابية التي قادته إلى مونريال الكندية والعديد من المدن الأوروبية، نشط عبد الحميد سي عفيف عدة نشاطات انتخابية، حيث قام رفقة ظريف بيطاط نائبة رئيس مجلس الأمة بزيارة مداومتين للمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة في مرسيليا وإجراء عدة لقاءات مع رؤساء جمعيات وشخصيات ناشطة في مرسيليا. كما نظم الدكتور عبد القادر حدوش عشاء نقاش على شرف سي عفيف بأحد المطاعم التي يملكها أحد قدماء الأفلان، وشارك في هذا النقاش مثقفون ورجال أعمال ونائبون من جبهة التحرير الوطني ومن التجمع الوطني الديمقراطي حول الانتخابات الرئاسية. وفي اليوم الثاني لزيارته لمرسيليا نظم سي عفيف تجمعا شعبيا لأبناء الجالية استعرض فيه حصيلة عشر سنوات من حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ثم فتح باب النقاش أمام الحاضرين ورد على تساؤلاتهم وانشغالاتهم، وفي اليوم الثالث قام سي عفيف بزيارات لمقرات جمعيات جزائرية بفرنسا. أما أهم نشاط قام به القيادي في جبهة التحرير الوطني، حسب الدكتور حدوش، فتمثل في تفقد أبناء الجالية الجزائرية في أحد الأحياء الشعبية المرسيلية، وكان له دردشة مع أبناء الجالية، مما ترك انطباعا جيدا في أوساط الجالية.