سيغادر الإسلامي الجزائري الأخضر بومدين معتقل غوانتنامو الرهيب بعد 7 سنوات كاملة من السجن غير المبرر اذ اعترفت السلطات الأمريكية أخيرا انه لم تتم إدانته و باتالي انه برئ من التهم التي ألصقت به ظلما و عدوانا منذ سبع سنوات. وكان مصدر امني رفيع الشأن أكد لنا انه "ليس للأمن الجزائري متابعات ضده و يمكنه الرجوع إلى بلاده متى شاء". و معنى هذا ان بومدين يستطيع الدخول إلى الجزائر قريبا. فحتى و ان كانت وجهته الأولى إلى فرنسا فان عائلته له زوجة و طفلان في الجزائر و تعيش في الغرب الجزائري و ليس لها وثائق تسمح لها الالتحاق به في الوقت الراهن كما تزعم السلطات الفرنسية و كنت عائلة الجزائري الأخضر بومدين ذي ال 42 سنة المعتقل في غوانتانامو منذ أكثر من سبع سنوات والذي برأه القضاء الفدرالي الاميركي قد أعربت عن ارتياحها لعودته قريبا إلى فرنسا مقر إقامتها وصرحت عباسية بوعجيمي زوجة بومدين من الجزائر"لا اخفي عنكم إنني سعيدة جدا. سيكون حرا قريبا".كذلك قالت قريبته لويزة بغدادي التي ستستقبله مع عائلته في نيس في جنوب شرق فرنسا لفرانس برس "انه يتطلع إلى الحرية ويريد احتضان زوجته وابنيه".وأفادت مصادر متطابقة في واشنطن الثلاثاء لفرانس برس ان فرنسا ستستقبل بومدين وهو ما أكده مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية بباريس. وأكد مصدر قريب من الملف ان وصول بومدين إلى فرنسا قد يتم "خلال الأيام العشرة المقبلة". وصرح المتحدث باسم الخارجية اريك شوفالييه ان "القرار الفرنسي يندرج في إطار تشاور أوروبي وان كان قرارا وطنيا محضا". وأوضح ان "معاييرنا لهذا الاستقبال معروفة وتتمثل في اتخاذ القرارات حالة بحالة بناء على طلب من شخص يعتقد انه غير قادر أو غير راغب في العودة الى بلاده الاصلية وتقييم قضائي وامني وثبوت علاقة باي شكل من الأشكال مع فرنسا".وفي هذه المرحلة ما زالت عدة مسائل غير محسومة حول إجراءات استقبال بومدين، رفض المتحدث التعليق عليها مثل كيف سيكون وضعه بالنسبة للهجرة؟ وما هي شروط نقله من غوانتانامو؟ وحالته الصحية المتدهورة. وأكد محاموه الأميركيون ان ما يزيد عن سبع سنوات من الاعتقال وسنتين من إضراب عن الطعام أنهكته كثيرا.وأوضح روبرت كيرش احد محاميه الأميركيين لفرانس برس "أرغموه على تناول الطعام بالقوة" لكنه لم يتوقف عن إضرابه رغم تاكيد نقله إلى فرنسا وتابع "استشرنا عدة خبراء يعملون في مستشفى ببوستن فقالوا انه سيعاود تناول الطعام في غضون أسابيع".من جهة اخرى اعتبر مسؤول أميركي الأربعاء رافضا كشف هويته ان فرنسا هي التي سترسل على الأرجح طائرة لنقل بومدين من غوانتانامو كما فعل البريطانيون سابقاونفى كيرش تصريحات لويزة توسكان محامية عائلة بومدين في فرنسا التي قالت ان المعتقل السابق يريد "وضع لاجئ رسمي وجلب عائلته"وأكد محاميه الأميركي ان "بومدين لا يبحث عن اللجوء السياسي"وقد تسلمت السلطات الأميركية الأخضر بومدين الذي اعتقل خلال خريف 2001 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة حيث كان يقيم شرعيا للاشتباه في انه كان يدبر اعتداء على السفارة الأميركية في ساراييفو ثم نقل مع رفقائه الخمسة إلى غوانتانامو ما ان فتح المعتقل وسرعان ما سقطت التهم عنهم لكنهم بقوا معتقلين يرددون ببراءتهم. وبعد معركة قضائية دامت سنوات وقرار المحكمة العليا، برأ قاض اميركي الأخضر بومدين بقرار اتخذه في تشرين الثاني/نوفمبر منتقدا إدارة بوش لتفاهة عناصر الادعاء ويخدر الذكر ان معظم الجزائريين الذين غادروا المعتل الأمريكي رحبت بهم الجزائر ما عدا المسمى "بلباشا" الذي إدانته المحاكم الجزائرية قبل ان يغادر السجن بتهمة "الانتماء إلى تنظيم إرهابي ينشط خارج الجزائر"